وسام عبد الله
كشف تحقيق نشره الاعلام الاسرائيلي عن استخدام جيش الاحتلال الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية في حربه على قطاع غزة .
وأشار التحقيق، عن وجود برنامج اسمه “لافندر” طورته وحدة 8200 في الاستخبارات الاسرائيلية، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف في غزة مع هامش معين للخطأ، حيث حدد البرنامج حوالي 37 ألف هدف فلسطيني محتمل، وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات للأفراد تعتمد خوارزميات معينة تضبط معايير البحث، حيث يتم إدخال معلومات عن أشخاص من المقاومة الفلسطينية، وتحديدها كهدف للاغتيال. ويسمح للجندي الإسرائيلي خلال الغارة الجوية التي تستهدف مقاتلين، بقتل 15 أو 20 مدنيا، خلال تنفيذه عمليه الاغتيال، بحسب التحقيق.
ويسخّر جيش الاحتلال الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات الابادة والتدمير في قطاع غزة، عبر اعتماده على البيانات والخوارزميات التي تعطيه الاحداثيات حول نقاط الاستهداف.
وتوضح صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أن الاحتلال يستخدم تقنية تعرف باسم (The Gospel)، حيث تقدم له عرضاً عن عدد الضحايا في القصف، والأهداف داخل محيط معين، وحساب كمية الذخيرة اللازمة. وبحسب الصحيفة فإن هذه الخورازمية هي التي سهلت للجيش الاسرائيلي قصف 15 ألف موقع خلال 35 يوما الأولى من الحرب على القطاع.
ومن التقنيات التي عمل الاحتلال على استخدامها، هو نظام “حبسورا” الذي يعمل على جمع كمية كبيرة من البيانات التي تصل إلى استنتاجات يبني عليها جيش الاحتلال اهدافه. وتعتبر التقنية، ومعنى اسمها ” الانجيل ” باللغة العبرية، على تسريع عمل الوحدات العسكرية، من خلال عرض التوصيات للاهداف المحتملة بدل الاعتماد على تقارير بشرية من العملاء، وهو ما يشير أن احتمالية وقوع الخطأ نسبته عالية، كون النقاط تكون عبارة عن احتمالات وجود مقاتل بناء على بيانات وليس على حقيقة وجوده الفعلي في البناء.
كما أشارت وسائل إعلام اسرائيلية إلى استخدام مناظير متطورة يمكنها تحديد الاهداف عبر الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى المسيّرات التي تعمل على رصد اهدافها عبر الكاميرات وأجهزة استشعار الاشعة تحت الحمراء.
ويسعى الإحتلال منذ سنوات على تطوير قدراته العسكرية في مجال الذكاء الاصطناعي، لتحقيق عدة أهداف، منها يتعلق برصد المقاومين الفلسطنيين وتحديد أماكن تواجدهم لتسهيل عملية اغتيالهم، وقسم آخر مرتبط بالصناعة العسكرية وبيع الاسلحة للخارج. ووضعت عملية “طوفان الاقصى” تلك الصناعة في موقف حرج أمام الحكومة المستوردة لتلك التقنيات بعد الفشل في كشف العملية ومنع اقتحام المقاومة للمراكز العسكرية، وهو ما يفسر استخدام اسرائيل كل ما يتوفر لديها من أسلحة متطورة في حربها على غزة والتي عملت على تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين ولكنها لم تستطع إنهاء المقاومة.