وسام عبد الله
شكل استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، واغتيال قادة في فيلق القدس، تطورا خطيرا على صعيد المواجهة مع الاحتلال الاسرئيلي، من خلال عدوانه المستمر على غزة وجنوب لبنان سوريا.
فمنذ السابع من تشرين الاول الماضي، كثّف الاحتلال عملياته في اغتيال المسؤولين العسكريين الايرانيين والمقاتلين في حزب الله على الاراضي السورية.
فزعم جيش الاحتلال عن استهدافه رتلاً عسكرياً في جنوب سوريا، قال أنه تابع لحزب الله، في 19 تشرين الاول. تليه استهداف منطقة كفرسوسة في دمشق 22 تشرين الثاني، وفي كانون الاول استهدفت اسرائيل مناطق في ريف دمشق. وفي بداية العام الجاري، استهدفت إسرائيل، بصواريخ موجهة، اجتماعاً في حي المزة فيلات غربية بدمشق، لقياديين في “الحرس الثوري”، هم حجت الله أوميدوار وعلي آغا زاده وحسين محمدي وسعيد كريمي ومحمد أمين صمدي. وفي شباط، قصف جيش الاحتلال، ما وصفه، بأنه منشآت عسكرية في شمالي ريف درعا. كما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مقتل 7 عسكريين ومدني واحد جراء غارة جوية أميركية استهدفت بمحافظة دير الزور، وأعلنت طهران عن مقتل عنصر من الحرس الثوري الإيراني فيها الاستهداف.
وكان الاعتداء الاقوى في محيط مدينة حلب خلال شهر آذار، حيث أدى إلى استشهاد 38 شخصا بينهم سبعة من مقاتلي حزب الله. والاعتداء الاخير في قلب العاصمة دمشق بمنطقة المزة، أدى لاغتيال القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي وعدد من القيادات الايرانية.
ومنذ العدوان الاسرائيلي على غزة والتهديد باتساع رقعة الحرب من قبل حكومة الاحتلال، تؤكد طهران في تصريحات رسمية، أنها لا تريد اتساع الحرب في الاقليم ولكنها لن تتردد في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية.
ويرى مراقبون، بعيدا عن سياسة الفعل ورد الفعل، أن إيران تدرك رغبة رئيس حكومة الاحتلال بجرّ المنطقة نحو الحرب، هرباً من المأزق في حربه على غزة، وأن طهران لن تعطي له ما يرغب به، ولكن ما حدث من اعتداء طال مركزاً دبلوماسياً، زاد من مخاوف احتمال ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة.
وبنيامين نتنياهو، يعيش في مأزقٍ داخلي، عبر توسع الاحتجاجات المطالبة برحيله، والانقسام داخل الحكومة، وعجزه عن تحقيقه الاهداف في العدوان على غزة، والمواقف الدولية التي تشهد تراجعا في تأييده المطلق، إضافة لمعركة رفح، التي ما تزال في حالة نقاش غير معلوم النتائج، بين اسرائيل واميركا، حول هدف المعركة والقدرة على تحقيقه.