وسام عبد الله
حالة من الإنتظار والسباق مع الوقت تسود المنطقة، بين رد إيران وحزب الله على اغتيال قادة في المقاومة من جهة، وجولة التفاوض التي من المفترض انعقادها يوم الخميس المقبل، في محاولة لإيجاد صيغة لوقف إطلاق النار في غزة من جهة أخرى.
وأصدرت كل من مصر وقطر وأميركا بياناً مشتركاً الأسبوع الماضي، لدعوة الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، إلى جولة تفاوض جديدة في منتصف شهر آب، لإزال العراقيل التي تحول دون السير بالهدنة.
وأشارت الدول الثلاث في بيانها أنه “آن الأوان لتقديم الإغاثة الفورية للناس في غزة الذين طالت معاناتهم وكذلك للرهائن وعائلاتهم الذين طالت معاناتهم”، مؤكدة على أنه قد “حان الوقت لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين”.
وردا على الدعوة، طالبت حركة حماس الوسطاء في المفاوضات، بتقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي تم طرحه من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن في تموز الماضي، والذي وافقت عليه الحركة آنذاك.
ويشمل الاقتراح المقدم من بايدن، ثلاثة مراحلة، في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع، يتم وقف شامل لإطلاق النار، مع انسحاب قوات الاحتلال من كافة المناطق المأهولة في قطاع غزة، مع إطلاق حركة حماس سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين لديها، مقابل الافراج عن مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وخلال هذه المرحلة يتمكن المدنيون، من العودة إلى منازلهم في كافة مناطق القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يوميا.
أما في المرحلة الثانية، يجري خلالها الإفراج عن كافة الأسرى الأحياء المتبقين لدى حركة حماس، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، مع تحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم للأعمال العدائية، في حال أوفى الطرفان بالتزاماتهما. وفي المرحلة الأخيرة، تبدأ ترتيبات إعادة إعمار قطاع غزة.
وخلال الأسبوع الحالي تشهد المنطقة حركة دبلوماسية أميركية لمحاولة احتواء الرد الإيراني والسير بالمفاوضات، مع زيارة مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماجورك القاهرة في محاولة للسير باتفاق أمني بخصوص الحدود بين مصر وقطاع غزة، كما يترأس مدير المخابرات الأمريكية “سي أي أيه” محادثات صفقة التبادل يوم الخميس، على أن يكون هناك جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة.
وعلى الرغم من الضغوط العسكرية والمفاوضات السياسية لمنع إيران وحزب الله من الرد، إلا أن محور المقاومة متمسك بحقه في الرد على العدوان الإسرائيلي. فأكدت طهران وفق بيان بعثتها بالأمم المتحدة، بأن “لديها الحق في الدفاع عن النفس”، واستبعدت أن “يكون له علاقة بهدنة غزة”، ومعربة عن “أملها أن يأتي الرد في الوقت المناسب، وبطريقة لا تضرّ بوقف إطلاق النار المحتمل في القطاع”.
وعلى الرغم من المواقف الدولية الداعية إلى احتواء رد المقاومة والتهديدات بأنه قد يؤدي إلى حرب شاملة، يستكمل الاحتلال الإسرائيلي إبادته الجماعية في غزة، مما يطرح تساؤلا عن مدى جدية المفاوضات وإمكانية توصلها إلى اتفاق، طالما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو مستمر في سياسيته العسكرية بقتل المدنيين وتهجيرهم، دون أي رادع، وإلى مدى تسعى الإدارة الأميركية للضغط الفعلي على “إٍسرائيل” لمنعها من ارتكاب المجازر، في حين تحشد أساطيلها وجيوشها لحماية وجودها.