وسام عبد الله
تتجه الأنظار في الأيام المقبلة نحو أوروبا، لمعرفة نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي، والتي يتوقع أن تشهد منافسة شديدة بين الأحزاب اليمينية والتيارات التقليدية.
وتستعد دول الاتحاد الأوروبي لإجراء انتخابات البرلمان، في الفترة من 6 إلى 9 حزيران الجاري، حيث يشارك 370 مليون شخص في الإدلاء بأصواتهم لاختيار 720 نائبا في البرلمان الأوروبي يمثلون 27 دولة.
وتشير استطلاعات الرأي أن اليمين المتطرف قد يعزز مواقعه في البرلمان الأوروبي، لكن دون أن يحصد نتائج واسعة، إلا أن زيادة عدد نوابه يمنحه القدرة على التأثير بالسياسة الاوروبية.
ومن الأحزاب اليمينية، كتلة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” التي تتزعمها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، و”حزب الشعب الأوروبي” الذي تنتمي له رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والذي يصنف ضمن يمين الوسط. وكتلة “الهوية والديموقراطية” التي تضم حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبن، وحزب الرابطة الإيطالي الذي يترأسه ماتيو سالفيني. ومن الأحزاب التقليدية، “الاشتراكيون والديموقراطيون”، ومجموعة “تجديد أوروبا” الوسطية الليبرالية.
ستقرأ الحكومات الاوروبية الحالية وزعماء الدول، نتائج الأرقام التي ستصدر، كونهم يدركون أنها تمثل مؤشراً إلى واقع بلدانهم الداخلية. فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يعلم أن المنافسة ستكون على أشدها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027، مع تزايد شعبية زعيمة اليمين مارين لوبن.
وبحال صعود اليمين المتطرف داخل البرلمان الاوروبي، سيكون له تداعيات على السياسة الداخلية والخارجية. حيث سيتصدر ملف الهجرة أولوية الأجندة الاوروبية، فالتيارات اليمنية تدعو لاغلاق الحدود وضبطها، وهو ما عملت عليه الأحزاب خلال السنوات الماضية، لشد العصب القومي وخاصة في الدول التي استقبلت أعداد كبيرة من اللاجئين.
كما يعتبر الهم الاقتصادي من أبرز الملفات الداخلية، كون القارة الاوروبية تحصد نتائج انتشار فايروس كورونا على الحياة الاقتصادية، بسبب فترات الاغلاق وما سببته من تعطيل للعمل، رافقها الازمة الادأخطر، المتمثلة بالحرب الروسية الاوكرانية.
ومن أهم الأولويات الخارجية، هي الحرب الروسية الأوكرانية، التي تتجه إلى منحى خطير، مع إعلان حلف شمال الأطلسي، السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة الغربية. وعلى الرغم من الاتهامات التي توجه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدامه التيارات اليمينية لشق الصفوف الاوروبية، إلا أن تلك الأحزاب لا يمكنها الخروج عن المزاج الشعبي وتأثير السياسة الأميركية على القرار الاوروبي، بالبقاء على حالة العداء مع موسكو.
أما بالنسبة لمنطقتنا، فكيف سيكون ميل السياسة الاوروبية نحو الحرب الاسرائيلية على غزة والقضية الفلسطينية، مع توالي إعلان عدد من الدول الأوروبية اعترافها بدولة فلسطين؟.