وسام عبد الله
بحجم 5 دول مجتمعة، منها اميركا وروسيا واليابان، يشارك سكان الهند في عملية انتخابية، تعد الاكبر في العالم من حيث نسبة السكان ومن يحق لهم المشاركة وتكلفتها.
يبلغ عدد سكان الهند 1.4 مليار نسمة، ويحق لحوالي 969 مليون مواطن المشاركة في الانتخابات التشريعية، عبر التصويت لانتخاب 543 نائباً على سبع مراحل في ستة أسابيع على أن تنتهي في الأول من شهر حزيران المقبل وتظهر النتائج في الرابع من نفس الشهر.
يتنافس في الانتخابات 2600 حزب، ويشرف على العملية الانتخابية حوالي 15 مليون شخص موزعين على 1,5 مليون مركز اقتراع، وتقدر تكلفتها 15 مليار دولار، وتصنف أنها الاعلى بالعالم. وسجلت الهند بعد استقلالها أكبر ممارسة ديمقراطية فى العالم، حيث استمرت نحو 4 أشهر، من تشرين الاول 1951 إلى شباط 1952.
في الهند 22 ولاية، وتعد ولاية أوتار براديش، اكبر الولايات الهندية، ويبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة.
يشكل المجتمع الهندي تنوعاً كبيرا في الاديان والعقائد، فالهندوسية التي تعد الاكثر انتشارا بين الهنود بحوالي 80 بالمئة، ينضوي تحتها العديد من الطوائف. كما يتواجد في الهند الاسلام والمسيحية والبوذية وغيرها من الاديان الاسيوية.
تعتبر الانتخابات الهندية مهمة على المستوى الدولي، فأميركا وبريطانيا ينظرون إليها كشريك استراتيجي لمواجهة الصين، وكونها جزء من مجموعة العشرين يعطيها دفعا أكبر لتكون قطبا صاعدا في السياسة الدولية. وتسعى نيودلهي أن تبقى بسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على مختلف الاطراف، فهي لم تتخذ موقفا مع طرف ضد آخر في الحرب الروسية الاوكرانية ، وإنما دعت الى الحوار والدبلوماسية، وهو ما أثار انزعاج واشنطن لتبدأ تظهر تقارير عن تراجع حقوق الانسان والديمقراطية كوسيلة ضغط على الهند. وتنتهج الهند سياسة حسن الجوار والتركيز على البعد الاقتصادي والمصالح المتبادلة، إلا أن العلاقة المتوترة مع باكستان تبقى مستمرة بسبب النزاع التاريخي على اقليم كشمير الحدودي.
كما يشكل قطاع التكنولوجيا دورا مهمها للهند على المستوى الداخلي والعالمي، مع نموه المستمر حيث تجاوز نسبته 8 بالمئة من الناتج المحلي، والمرشحة لان تكون منافسا دوليا، وهو ما تحاول اميركا احتواءه من خلال تسهيل اصدار تأشيرات واستقطاب أهم العاملين الهنود إلى شركاتها.