وسام عبد الله
طلب الحماية والتدخل الخارجي في سوريا أصبح جزءاً أساسيا من النزاع منذ بدايته، مع تزايد تدخل القوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها. هذا التدخل أدخل سوريا في مرحلة جديدة من الصراع المعقد، حيث أصبحت الساحة مفتوحة لمصالح متعددة مع تعثر أي حل سياسي شامل يرضي جميع الأطراف.
فالنظام السابق، طلب تدخل روسيا وإيران لمساندته، والقوات الكردية تدخلت الولايات المتحدة الاميركية في دعمها واحتلالها لجزء من الاراضي السورية، وفصائل مسلحة تلقت دعما من دول عربية، وأخرى تلقته من تركيا التي تدخلت عسكريا شمالا. ومع سقوط النظام، عادت تظهر مطالبات بحماية دولية، بسبب تسجيل انتهاكات والخوف من توسعها طائفيا ومذهبيا، الذي قد يشكل ذريعة لدول غربية للتدخل تحت عنوان “حماية الاقليات”.
مشاريع تقسيم سوريا تشير إلى الأفكار القائمة على إنشاء مناطق ذات حكومات مستقلة أو تتمتع بحكم ذاتي بناءً على الانتماءات الطائفية، الإثنية، أو السياسية المختلفة. هذه المشاريع بدأت تظهر في سياق الصراع السوري المستمر منذ عام 2011، حيث أدت الحرب إلى فوضى وصراعات متعددة الأطراف. تتخوف الدول العربية من نجاح أحد هذه المشاريع، مما قد يؤدي إلى امتدادها نحوها، وهو ما يفسر حرص الحكومات العربية على استيعاب التغيرات السورية ومحاولة ضبطها.
من مشاريع التقسيم:
– الحكم الفيدرالي: مثل بعض الجماعات الكردية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، اقترحوا إنشاء مناطق ذات حكم ذاتي كردي شمال البلاد، مع إدارة منفصلة، وهو ما تعارضه تركيا، لخشيتها امتداد المشروع باتجاه أراضيها ذات الاكثرية الكردية.
– مشاريع تقسيم على أسس طائفية أو عرقية: هناك أفكار تدعو إلى تقسيم سوريا إلى مناطق طائفية، مثل منطقة علوية في الساحل، ومنطقة سنية في الوسط، ومنطقة كردية في الشمال الشرقي. وهو المشروع القديم المتجدد، ما قبل استقلال سوريا.
– مشاريع “إسرائيل” لتقسيم سوريا: تعتبرها جزءاً من النقاشات المتعلقة بالاستراتيجيات الإقليمية التي قد تتبعها لتحقيق مصالحها الأمنية والجغرافية في المنطقة.
عززت “إسرائيل” علاقاتها مع بعض الجماعات الكردية، مثل وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال، حيث اعتبرت أن دعمها لهذه القوى قد يساهم في تحقيق اختراق للسيادة السورية، وقطع جغرافية التواصل بين العراق ولبنان. هذا التوجه محاولة لتحويل سوريا إلى دولة غير مستقرة أو مقسمة، مما يقلل من التهديدات الإقليمية لإسرائيل.
“إسرائيل” عملت على إضعاف الدولة السورية من خلال دعم بعض الفصائل المعارضة في الحرب السورية، حيث كانت تأمل أن يؤدي النزاع الطويل إلى تقسيمها أو إلى نشوء مناطق نفوذ لا تكون تحت السيطرة الكاملة للحكومة المركزية.
ومع سقوط النظام السوري، واحتلال كامل هضبة الجولان والتوغل باتجاه القنيطرة، في رغبتها بالحفاظ على هذا الوضع لفرض ضغوط على أي مشروع سياسي قد يسعى لتوحيد البلاد بشكل كامل.