وسام عبد االه
خلال المسيرة الطويلة لقادة حزب الله، لا تعرف الاسماء ولا المهام، إلا بعد استشهادهم، يبقون بعيدين عن الأضواء يعملون في المقاومة بهدوء وفعالية، ليلحقوا الأذى والضرر بالاحتلال الاسرائيلي، الذي يحاول ملاحقتهم واغتيالهم. كما هو القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر،
الذي بدأت تتكشف معالم دوره الهام خلال عقود طويلة من المقاومة، والأرق الذي سببه للاميركي والاسرائيلي في مواجهته لهما حتى لحظة اغتياله.
ولد القيادي فؤاد شكر في بلدة النبي شيت البقاعية شرقي لبنان عام 1961، وعاش في منطقة الاوزاعي في بيروت، ويعتبر من الجيل المؤسس لحزب الله، وتولى مراكز قيادية منذ التأسيس حتى لحظة استشهاده.
كانت البدايات الأولى لانخراط شكر في المقاومة من خلال مشاركته في التصدي للاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وأصيب حينها في مواجهة خلدة. ليلعب بعدها دورا في في إدارة العمليات النوعية ضد قوات الإحتلال الاسرائيلي في لبنان.
مع انطلاق حزب الله عام 1982، أصبح، “السيد محسن” كما يلقب، المسؤول العسكري المركزي الأول، في مرحلة التأسيس والنصف الأول من التسعينات. وساهم شكر في تنظيم عملية إرسال كوادر عسكريين من حزب الله للمشاركة في حرب البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، وهي الفترة التي تسجل مشاركة لعدد من قيادة الحزب فيها مثل القيادي مصطفى بدر الدين.
من أبرز العمليات التي نفذتها المقاومة والتي فتحت باب العمليات الاستشهادية في جنوب لبنان، مساهمته مع الحاج عماد مغنية وغيرهم، على التخطيط والتنفيذ لعملية تفجير مبنى الحاكم العسكري في صور، التي نفذها الاستشهادي أحمد قصير عام 1982.
تولى شكر قيادة العديد من المهام العسكرية والأمنية في مختلف المراحل، فساهم في عملية أسر جنديين إسرائيليين في بلدة كونين عام 1986، وأشرف على العمليات الاستشهادية ما قبل التحرير عام 2000، ولعب دورا في بناء القدرات الصاروخية والتسليحية، وصولا إلى وضع الخطط حرب تموز 2006، ثم المواجهة مع الجماعات التكفيرية على الجبهة الشرقية اللبنانية عام 2017، وصولا إلى جبهة الاسناد منذ تشرين الأول 2023.
شغل “السيد محسن” مسؤوليات إدارية وسياسية في الحزب، منها عضوية الشورى المركزية، وعضوية المجلس الجهادي للمقاومة الإسلامية منذ تأسيسه.
ومع انطلاق معركة طوفان الاقصى في غزة، وإعلان حزب الله مشاركته في جبهة إسناد من جنوب لبنان، قاد شكر العمليات العسكرية على جبهة المواجهة اللبنانية، حتى اغتياله بعملية إسرائيلية غادرة بتاريخ 30/7/2024 في ضاحية بيروت الجنوبية.
وضع الاحتلال الإسرائيلي وأميركا فؤاد شكر ضمن الأهداف التي يريدون اغتيالها. يعتبر شكر من “المطلوبين” لدى الإدارة الأميركية منذ سنوات، وصنفته واشنطن عام 2019 في قائمة “المتهمين بالإرهاب”، وقد عرضت واشنطن عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه.
حينها وصفه مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بأنه “أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية” في بيروت عام 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا وإصابة 128 آخرين.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هكاري إن “فؤاد شكر هو أعلى رتبة عسكرية في الحزب، ورئيس المنظمة الإستراتيجية فيه”.
فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنه “مستشاره لتخطيط وتوجيه العمليات في زمن الحرب”. وتضيف، “أنه هو المشرف الفعلي على مواجهة الحزب مع إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى”.