وسام عبد الله
تشهد المنطقة الشرقية في سوريا معارك بين العشائر العربية ووحدات حماية الشعب الكردية، وهي أحداث تتكرر كل عام، في أوقات متباعدة، نتيجة التضييق الاقتصادي والأمني الذي تتعرض له العشائر من قبل قوات سورية الديمقراطية “قسد”.
تعود جذور المشكلة، مع الاحتلال الأميركي لمناطق في شرق الفرات وصولا إلى الحدود العراقية بذريعة محاربة تنظيم “داعش”، فنسجت القوات الأميركية تحالفا مع القيادات الكردية، وجزء منها تحالف مع بعض العشائر العربية.
خلال السنوات السابقة، تبيّن للعشائر العربية بشكل واضح، تفضيل واشنطن للقوات الكردية عليهم، كون هذه القوات تشكل ورقة ضغط على الدولة السورية للتهديد بإنشاء “حكم ذاتي” داخل الأراضي السورية، وبالتالي التأثير على الدول المحيطة من العراق وتركيا. كما تسعى واشنطن لقطع أي تواصل بين الاكراد وروسيا، التي حاولت خلال عام 2015 بناء علاقة مع القيادات الكردية لمحاولة إبعادهم عن التحالف الأميركي.
ازدادت الخلافات بين العشائر و”قسد” لأسباب عديدة، منها ما يتعلق ببنية تنظيم القيادات الكردية، التي جاء بعضها، بحسب رأي زعماء في العشائر العربية، من مناطق خارج سوريا، وتحديدا من العراق وتركيا، والتي تعرف بقيادات جبال قنديل، التي ينتشر فيها حزب العمال الكردستاني PKK، وهو ما لا تقبله العشائر، كونهم “عنصر غريب” عن مجتمعهم، وبأفكار وعقائد مختلفة تماما عن بيئتهم.
سعت القوات الكردية أن تفرض سلطتها على الموارد والثروات في المنطقة، بالحماية والشراكة الأميركية، وهي التي تشتهر آبار وحقول النفط، فكانت العائدات تذهب لـ “قسد” أكثر من العشائر، إضافة إلى عمليات التهريب التي تتم عبر الحدود التركية والعراقية.
القيادات الكردية عملت على فرض سلطتها بالقوة، من خلال الاعتقالات التي تعرض لها مسلحين في العشائر العربية، ومنهم قادة عسكريين قاتلوا ضمن تحالفهم مع قوات سورية الديمقراطية.
خلال الأيام الماضية، شنت العشائرة العربية هجوما على قوات سورية الديمقراطية، المتواجدة في قرى ريف دير الزور الشرقي.
مما دفع الاحتلال الأميركي للتدخل لوقف الهجمات، مع اقترابها من مصفاة حقل “العمر” النفطي بريف دير الزور الشرقي، والتي تحتوي على أكبر قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي في سوريا، حيث شنت القوات الأميركية غارات جوية على القوات المهاجمة. وفي بداية الشهر الحالي، أعلن عن إسقاط منطاد مراقبة تابع للقوات الأميركية في حقل “العمر”، دون تبني إي جهة مسؤولية الحادث. وخلال المواجهات الأخيرة، استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية من قاعدة القوات الأميركية في حقل العمر النفطي، وفرضت حظر تجول في البلدات المجاورة.
وشهد العام الماضي، اشتباكات بين مقاتلي العشائر ومجلس دير الزور العسكري من جهة و”قسد” من جهة أخرى، في دير الزور، بعد اعتقال “قسد” قائد مجلس دير الزور وقادة عسكريين آخرين.