وسام عبد الله
تعبّر التحالفات بين الدول عن حالة الصراع التي تعيشها لفرض سيطرتها أو منع هيمنة أحدها، على الطرق التجارية وخطوط إمداد الطاقة، لاسيما بين آسيا وأوروبا، وسط تدخل أمريكي مباشر فيها.
وتشكل دول البريكس أحد الامثلة على سعي الحكومات للابتعاد بشكل تدريجي عن الهيمنة المالية الاميركية، عبر التوسع في التكتل الذي يضم حاليا 10 دول، إضافة إلى طلبات انضمام من أهمها تركيا، كونها الدولة الوحيدة في حلف الناتو التي تقدمت بمثل هذه الدعوة.
وخلال منتدى الشرق الاقتصادي في روسيا، شارك العديد من رؤساء الدول والحكومات، في رسالة أن موسكو ليست في عزلة دولية. ومعظم المشاركين أكدوا على ضرورة التنسيق والتواصل بين الشعوب، وتحديدا بين دول الجنوب، حيث قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إن 40% من الإنتاج العالمي يعود لدول الجنوب العالمي، “ويقطنه أكثر من 80% من سكان العالم وهو تحد وكذلك فرصة لنا جميعا لبناء روابط وثيقة بيننا لبناء عالم جديد، ونرى في روسيا أفقا لكل هذا”.
وعلى صعيد التنافس على خطوط الطاقة في أوراسيا، فأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو ستصدر الغاز إلى أوروبا، عبر مسارات جديدة، إذا رفضت سلطات كييف تمديد عقد ترانزيت الغاز الروسي عبر أراضيها.
وقال “يمكنهم الحصول على الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا، ويمكنهم الحصول عليه من خلال “السيل التركي” لكنهم يرفضون الغاز الروسي عبر الأنبوب الممتد عبر قاع بحر البلطيق”.
أما من الجانب الاميركي، فواشنطن تسعى لانضمام طاجيكستان إلى الطريق التجاري عبر بحر قزوين، الذي سيربط آسيا الوسطى بمنطقة القوقاز والأسواق الأوروبية، من خلال المنصة الدبلوماسية (خمسة + واحد).
حيث يمر طريق النقل من الصين وثم كازاخستان عبر بحر قزوين وأذربيجان وجورجيا إلى الدول الأوروبية، وعبره يتم النقل بالحاويات باستخدام السكك الحديدية والنقل البحري.
وأفاد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بأن الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع التعاون الاقتصادي مع دول آسيا الوسطى، بما في ذلك من خلال بناء ممرات نقل جديدة مستقلة عن روسيا.