شهد سوق الذهب في عام 2024 تقلبات حادة بفعل الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. وصل سعر الأونصة إلى مستويات قياسية، متجاوزًا 2624 دولارًا في نهاية ديسمبر، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. هذا الأداء القوي جاء مدفوعًا بارتفاع الطلب من البنوك المركزية وزيادة توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل التضخم المرتفع وعدم استقرار العملات الورقية.
ومع ذلك، شهد الذهب تراجعًا طفيفًا في النصف الثاني من العام، بالتزامن مع رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي واستقرار نسبي في الأسواق المالية، مما عزز جاذبية الدولار كبديل للاستثمار.
التوقعات لسعر الذهب في المستقبل متباينة. يشير بنك “جيه بي مورغان” إلى إمكانية استمرار ارتفاع الذهب ليصل إلى 2775 دولارًا للأونصة في 2025، بينما يتبنى بنك “ABN Amro” نظرة أكثر تحفظًا، متوقعًا استقرار الذهب عند حدود 2000 دولار للأونصة.
رغم هذه الاختلافات، يظل الذهب خيارًا استثماريًا استراتيجيًا، معززًا بمكانته كوسيلة للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية والسياسية. توجه الأسواق نحو الذهب يعكس استمرار القلق من عدم الاستقرار العالمي، ما يضمن له دورًا رئيسيًا في المحافظ الاستثمارية خلال السنوات المقبلة.