وسام عبد الله
إن وضعنا خارطة العالم وحددنا مكامن الصراع فيها، والدور الأميركي ضمنها عبر الاقتصاد والعسكر والسياسة، سندرك لما معظم المجتمعات والدول تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، كونها تؤثر على كافة بؤر الاشتباك الاقليمية في كل قارة.
الناخب الأميركي لا يكون اختياره لمرشحه الرئاسي نتيجة سياسته الخارجية، إنما الأولوية تكون لبرنامجه الداخلي فيما يتعلق بالضرائب والتشريعات الاجتماعية والتعامل مع الهجرة والتعليم والصحة، ثم تأتي لاحقا الأوضاع الخارجية، إن كان لها تأثير مباشر عليه، كما كان الحال بإرسال الجنود الأميركيين واحتلال العراق، وعودتهم قتلى، هنا يكون للصوت الدخلي دور بحسب المعطى الخارجي كونه ارتبط بها شخصيا.
أما على المستوى العالمي، فالامثلة كثيرة، فحين تسلم دونالد ترامب رئاسة البيت الأيض، دخلت أميركا في مرحلة مختلفة عالميا، من حيث التعامل مع الهجرة غير الشرعية إليها والعلاقات مع أوروبا والخليج العربي، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. وفي عهد الرئيس جورج بوش، كانت الادارة في حرب مفتوحة من أفغانستان إلى العراق، ورسمت معالم ما يسمى “الحرب على الإرهاب”.
يقدر عدد القواعد العسكرية الأميركية في العالم بنحو 750 قاعدة منتشرة في 80 دولة، بعضها بأعداد محدودة من الجنود والمستشارين، ومنها بقواعد ومراكز أمنية كبيرة تشكل منطلقا للعمليات العسكرية.
وبالنسبة للاقتصاد والتجارة العاملية، فالدولار الأميركي لا يزال حتى الآن الأكثر تأثير بالنظام المالي العالمي، لربطه بالنظام المصرفي والمعاملات بين معظم الدول، ودوره في الضغط السياسي عبر الحصار والعقوبات، وكونه مرتبطا منذ سبيعنيات القرن الماضي بتحديد أسعار برميل النفط.
ستنتقل الأزمات إما إلى كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي أو دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، من يحقق انتصارا في انتخابات “الثلاثاء الكبير” 5 تشرين الثاني الحالي.
في الشرق الأوسط، الأولوية للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، فكل المفاوضات مؤجلة لمن سيكون الرئيس المقبل، الذي سيتعامل معه بنيامين نتنياهو، فإما أن يستمر في حربه وتتوسع أو يتجه نحو التسوية.
أما في الحرب الروسية الأوكرانية، هل سيكون ترامب من يوقف هذه الحرب كما يدعي أم ستستمر بحال كان الرئيس جمهوريا أو ديمقراطيا؟، وهو النزاع الذي يؤثر على أوروبا وآسيا.
على الصعيد المواجهة الصينية، فالموضوع الأساسي ليس تايوان بقدر ما هو التعرفات الجمركية على الصادرات القادمة من بكين، فالرئيس السابق ترامب دعا إلى رفع معدل الجمارك عليها، مما سيؤثر سلبا على الاقتصادي الصيني.
والأمر مماثل أيضا بالنسبة إلى الدول الأوروبية، فاليمين ينتظر صعود ترامب ومساره الشعبوي، وفي الوقت عينه، لدى دول “القارة العجوز” تخوف أن تخرج واشنطن من حلف “الناتو”، وهو ما صرح به ترامب سابقا بقوله “لن أذهب للقتال من أجل بعض الدول الأوروبية الصغيرة”. وكون الأولوية هي للصراع مع الصين، فقط لا تصبح اوروبا، مع هاريس أو ترامب، من الركائز الأساسية.