وسام عبد الله
لم يعتد الكيان الاسرائيلي على خوض حروب طويلة وعلى جبهات متعددة، وهو ما انعكس على الجبهة الداخلية والاوضاع الاقتصادية والعسكرية.
فمنذ عام 1948 دخل الاحتلال في حروب داخل فلسطين والبلدان المجاورة. فكانت أولها حرب 1948، تليها العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 الذي استمر من 29 تشرين الاول حتى 7 تشرين الثاني من العام نفسه.
وفي حرب الأيام الستة عام 1967 ما يعرف بنكسة حزيران، احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
حرب أكتوبر عام 1973 على الجبهتين السورية والمصرية، امتدت بين 6 – 25 تشرين الاول. كما نفذت اسرائيل عمليات اجتياح مستمرة للبنان، فكانت الاولى سنة 1978، والثانية عام 1982 حين وصلت إلى العاصمة بيروت، وفي حرب تموز 2006 استمررت 33 يوما انتهت بانتصار المقاومة.
أما على الصعيد الداخلي فقد واجهت “اسرائيل”، انتفاضات شعبية ومقاومة مسلحة من الشعب الفلسطيني، ومنها الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، الانتفاضة الفلسطينية الثانية ( انتفاضة الاقصى ) عام 2000.
وعلى صعيد قطاع غزة، فإضافة إلى الحصار المفروض على سكانه، فقد شن الإحتلال عدد من الحروب، منها عدوان غزة في ديسمبر 2008 واستمر إلى يناير 2009، وفي عام 2014 استمرت الحرب 50 يوما، أما الحرب الثالثة عام 2021 استمرت 11 يوما.
لا يتوقف عداد أرقام الشهداء والجرحى في قطاع غزة بعد مضي 150 يوما على العدوان الاسرائيلي على القطاع، فيما تستمر قوات الاحتلال بعجزها عن تحقيق أهدافها، بعد الضربة القاسية التي تلقتها في عملية “طوفان الاقصى ” في السابع من تشرين الاول 2023.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ” يديعوت احرونوت ” الاسرائيلية، فقد أشارت الارقام، أن عدد قتلى الجيش بلغ 586 جنديا، منهم 246 بهجومه البري على غزة، بينهم 37 حالة وفاة بحوادث تشغيلية ( 19 بسبب نيران صديقة، و3 برصاص طائش، و15 بحوادث الأسلحة والمركبات ).
وبلغ عدد التشوهات والاصابات البالغة 3030 جنديا، منهم 1755 إصاباتهم طفيفة، و800 متوسطة، و475 خطيرة، وبحسب التقرير فقد أدى الهجوم البري إلى إصابة 1453 جنديا، إصابات 303 صنفت بأنها خطيرة.
واستدعت المؤسسة العسكرية نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط، وهو الاكبر منذ حرب تشرين 1973.
وفي عملية “طوفان الاقصى “، استطاعات حركة حماس أسر 253 إسرائيليا، تم الإفراج عن 123 منهم خلال صفقة التبادل مع المقاومة.
كما أشار محافظ “بنك إسرائيل المركزي” أن تكلفة الحرب على غزة بلغت نحو 56 مليار دولار، حيث تشمل عمليات الدفاع والتعويضات للذين نزحوا من بيوتهم من مستوطنات غلاف غزة جنوبا ومن شمال فلسطين المحتلة نتيجة عمليات حزب الله.
وقال مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية شاي أهارونوفيتش، إن ” الأضرار حتى الآن تعادل 6 أضعاف حرب لبنان الثانية “.
وعلى الجبهة الشمالية، بلغ عدد المستوطنين النازحين في شمال فلسطين المحتلة أكثر من 230 ألف مستوطن. وتعتبر القناة 13 الاسرائيلية أن ” الإسرائيليين في الشمال ينهارون…التأثيرات لا تقتصر على الوضع الأمني، بل تمتد إلى الوضعين النفسي والاقتصادي أيضاً “.
ونتيجة العدوان على غزة، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 30717 شخص و إصابة 72156 أخرين، وسجل نزوح مليون و700 ألف فلسطيني، وتدمير ممنهج للنية التحتية والسكنية في القطاع، وأشارت منظمات دولية أن ” الجوع وصل إلى مستويات كارثية في شمال غزة حيث يموت الأطفال بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية “.