وسام عبد الله
على الرغم من أن المشهد العام، يدل على امتلاك الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لارتكاب إبادة جماعية في لبنان وفلسطين، والتي تظهر بنتائج القتل والتهجير والدمار، إلا أن بعض الآراء داخل الاحتلال تطرح تساؤلات عن “اليوم التالي” بالنسبة لهم، كيف سيكون مصير كيانهم بعد الحروب؟.
يطرح روجل ألفر، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تساؤلات حول مستقبل الكيان بعد العدوان، ويقول “ما الذي تتوقعه إسرائيل في نهاية المطاف بعد الحرب الأبدية؟ ازدهاراً متناغماً ورخاءً؟ لا. ما ينتظرها في اليوم التالي هو حرب أهلية. الحرب الأبدية تؤجل الحرب الأهلية. ولذلك، يفضل المواطنون الأولى على الثانية، حتى لو لم نسمع ذلك علانية لكنه مغروس في وعي المجتمع”.
واعتبر أن الحرب “لا تخدم فقط المصالح الشخصية لنتنياهو..بل تدعم أيضاً فئات واسعة من المجتمع الإسرائيلي تتوق إلى الوحدة الوطنية بأي ثمن”.
ولتحقيق هذه الوحدة يجب “التضحية بالرهائن، والتضحية بالجنود في ساحة المعركة كل يوم تقريباً، وسحق الاقتصاد”.
وبحسب الكاتب، يظن مؤيدوا هذا المسار أن “الوحدة الداخلية ليست سوى وسيلة لتحقيق الهدف الحقيقي، الذي يتمثل في إحراز النصر في حرب إقليمية متعددة الجبهات ضد إيران”.
وينتقد قائلا “لكن الحقيقة هي أن الحرب الأبدية ليست وسيلة لتحقيق الانتصار، بل هي الأداة لضمان هذه الوحدة الداخلية التي يعولون عليها..إلى متى ستستمر الحرب الأبدية؟ ليس إلى الأبد. لا شيء يدوم إلى الأبد. فكل يوم تستمر فيه الحرب، يضعف الجانب الليبرالي”.
ومحذرا “أن الاقتصاد القوي الذي يحتاج إلى ديمقراطية مستقرة ينهار. لقد غادر إسرائيل مئات الآلاف من الليبراليين. أما أولئك الذين بقوا فسوف يستسلمون لروح العصر أو ينغلقون على أنفسهم في قوقعة من اللامبالاة.. إن الحرب الأبدية سوف تنتهي عندما تحدد نتيجة الحرب الأهلية. عندما يُهزم الليبراليون. وسوف تنتهي عندما تصبح البلاد بأكملها بمثابة جيش ملتزم دينياً واستبدادياً وفاشياً، وموقعاً عسكرياً متقدماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
ما ورد في المقال السابق، وما يشابهها من آراء إسرائيلية مماثلة، تحذر من “اليوم التالي” في كيان الاحتلال، بكون ليس بالضرورة أن يحمل الاستقرار لهم.
فالاتفاق على أن سر بقاء “إسرائيل” هو الدعم الاميركي المتواصل وغير المحدود، والعمل على الاستثمار والسيطرة على قطاع التكنولوجيا بوصفه أهم أسلحة الحروب الحديثة، بينما على المستوى الاجتماعي والسياسي، هناك ملامح الانقسام تظهر بشكل مستمر عند كل استحقاق وجودي. وارتباط الكيان عضويا بأميركا، يثبت المؤكد بأنها قاعدة استعمارية متقدمة. الكيان الذي وجد على اساس متطرف، زاد في تطرفه، وأصبح اليمين المتشدد أكثرية مهيمنة على مفاصل الحياة السياسية. فدعوة بن غفير إلى تسليح المستوطنين تحت حجة حماية انفسهم، قد ينقلب مستقبلا إلى اشتباك مسلح بين المستوطنين، نتيجة الاحتقان فيما بينهم. وما قد يزيد الوضع تراجع هو الوضع الاقتصادي، فالاحتلال أحد الاسباب التي قد تدفعه للتراجع عن عدوانه، هو عامل الضغط المالي وارتفاع كلفة الحرب، الذي لا يتقبله المستوطن.
يقول إسحق بريك في صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن “اليوم، إسرائيل في حالة انهيار اقتصادي..وأن إسرائيل دولة منبوذة لا تستحق أن تكون ضمن الدول المتحضرة”.
وتابع “تسود القطاعات المختلفة في المجتمع كراهية شديدة، وانعدام ثقة تام، وأحاديث عن عصيان مدني وخيانة للوطن، وتقسيم الشعب إلى دولتين، دولة إسرائيل ودولة يهودا”.
ويختم الكاتب ذاكرا مجموعات من الخيارات التي يجب اتخاذها، “كل هذا وغيره، يمكن أن ينقذ الدولة من انهيارها الكامل الذي يقترب، يوماً بعد يوم”.