إعداد: وسام عبد الله
ارتبطت منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة بما أعلنه السيد حسن نصرالله سنة 2011 عن استعداد حزب الله الدخول إليها في حال أقدم الاحتلال الاسرائيلي على شن عدوان بريّ على لبنان. وكرر نصرالله تهديده لعدة مرات في خطابات ومقابلات، ثم جاءت عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي، ودخول الحزب في المواجهة على الحدود الجنوبية لتتوجه الانظار نحو المستوطنات والمواقع العسكرية المنتشرة في الجليل.
في شمال غرب فلسطين تقع منطقة الجليل، وتقسم إلى ثلاث أجزاء، الجليل الاعلى المتاخم للحدود اللبنانية التي تقع فيه مدينة صفد التي استهدفت قاعدة عسكرية فيها بصواريخ من الجنوب، والجليل الاسفل ومن أهم مدنه الناصرة، وإصبع الجليل الذي تقع ضمنه مستوطنتا المطلة وكريات شمونة، وفيه منابع لبحيرة طبريا.
تكتسب الجليل أهمية كبيرة لدى الاحتلال، فعلى المستوى الجغرافي هي امتداد إلى الجنوب اللبناني والجولان السوري وغرب الاردن، وهي غنية بالمياه التي تعتبر هدفا أساسيا للسيطرة عليها من قبله عبر مشروع “نقل مياه الشمال الغني إلى الجنوب الفقير”، إضافة لكونها منطقة سياحية وصناعية تشكل مردودا هاما للخزينة.
وقد ذكر في كتاب “بين اليهودية وضياع الجليل ” الصادر عام 2016 في كيان الاحتلال، تعبير عن أهمية المنطقة حيث ذكر الكاتبين نيكولا يوزجوف أورباخ وأرنون سوفير، أنّ “خسارة الجليل تساوي خسارة أرض اسرائيل كلها “.
وعمل الاحتلال، ما قبل النكبة، على وضع خططا لتهويدها، كبناء المستوطنات وتغير معالم المنطقة لجذب المستوطنين إليها، وتغير أسماء القرى إلى مصطلحات توراتية، وفيها مواقع عسكرية عديدة منها “لواء 769” المسؤول عن منطقتي مزارع شبعا وإصبع الجليل، وانتشار لفرقة الجليل المسؤولة عن الاستعداد لمواجهة فرقة الرضوان في حزب الله، وقيادة المنطقة العسكرية الشمالية التي استهدفتها المقاومة في ردها على اغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس.
وللمفارقة، فحين أعلن نصر الله “معادلة الجليل” عام 2011، كان رئيس الاركان لجيش الاحتلال بني غانتس، وزير الحرب حاليا، وفي جولة له على الحدود الشمالية حينها مع ايهود باراك، قال رئيس حكومة الاحتلال “أن الوضع قد يتدهور، وان الجنود قد يستدعون مرة أخرى للدخول الى لبنان “.