وسام عبد الله
نفذت القوات الأوكرانية عملية توغل عسكرية عبر الحدود الروسية، فاقتحمت بعض الأجزاء الغربية من منطقة كورسك الروسية، والذي شكل مفاجأة في توقيته، مما طرح تساؤلات حول الأهداف الأمنية والسياسية من العملية.
وأفادت وسائل إعلامية، أن الوحدات الأوكرانية تحركت سريعا بدعم من أسراب الطائرات المسيرة ونيران المدفعية الثقيلة للسيطرة على جزء من الحدود الروسية غربا، بينما توغلت وحدات عسكرية أخرى على نحو أعمق في الأراضي الروسية.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوغل بأنه “استفزاز واسع النطاق شمل قصفا عشوائيا للمباني المدنية والمنازل السكنية وسيارات الإسعاف”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن القوات الروسية تواصل التصدي لتوغل أوكراني في البلاد، حيث فرضت موسكو نظاما أمنيا واسعا في ثلاث مناطق حدودية وحشدت قوات لمواجهة أكبر هجوم أوكراني مضاد على أراض روسية منذ اندلاع الحرب في 2022، حيث
توغلت القوات الأوكرانية مسافة 30 كيلومترا.
ولفتت الوكالة النووية الروسية، أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا يشكل “تهديدا مباشرا” لمحطة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومترا من منطقة القتال.
واعتبرت موسكو إن “تصرفات الجيش الأوكراني تشكل تهديدا مباشرا لمحطة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.. هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني”.
ومن الجانب الأوكراني، أوضح مسؤول أمني، لوكالة “فرانس برس”، إن هدف التوغل في منطقة كورسك الروسية “تشتيت قوات موسكو وزعزعة الوضع في روسيا”، حيث يشارك في العملية آلاف الجنود الأوكرانيين.
وقال المسؤول الأوكراني “نحن في حالة هجوم. والهدف هو تشتيت مواقع العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر وزعزعة الوضع في روسيا لأنهم غير قادرين على حماية حدودهم”.
ولفت إلى أن “التوغل الاوكراني في روسيا لم يضعف حتى الآن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، حيث تقضم موسكو مزيدا من الأراضي منذ أشهر عدة”.
في قراءة أولوية لأهداف الهجوم الأوكراني، تهدف كييف إلى فتح جبهة أخرى أمام القوات الروسية لإجبارها على تخفيف الضغط عن منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تحرز القوات الروسية مكاسب عبر هجمات متواصلة في عدة قطاعات، مستفيدة من تفوقها في القوة النارية.
فتسعى أوكرانيا إلى نقل المعركة لداخل الاراضي الروسية، على حسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، عبر محاولة استعادة المبادرة العسكرية، لكن خطورة العملية على كييف، تكمن في استنزاف الوحدات الاكورانية وترك القوات في دونيتسك بدون تعزيزات حيوية.
يضع مراقبون العملية ضمن سياسة تحقيق مكاسب بالميدان قبيل الانتخابات الاميركية، في حال تم التوجه للسير بمفاوضات بين موسكو وكييف، ليكون كل طرف يملك أوراق قوة في الميدان يستطيع فيها فرض شروطه على الطرف الآخر.