وسام عبد الله
من قال في خطاب القسم أنه سيغير اسم خليج المكسيك، ويدعو لضم كندا، ويرفع العلم الأميركي فوق المريخ، فليس مستغربا أن يتحدث الرئيس دونالد ترامب، عن تهجير قسري للفلسطينيين، من غزة والضفة الغربية، نحو دول أخرى، أو ربما نحو “المريخ”.
اقترح ترامب في ولايته الاولى نقل سكان قطاع غزة إلى دول أخرى مثل إندونيسيا، وقبل أيام، اقترح دولا مثل الأردن ومصر، كجزء من خطة لإعادة إعمار القطاع، على حد زعمه.
في حديثه للصحفيين، اعتبر ترامب غزة “منطقة مدمرة” واقترح إجلاء مليون ونصف مليون فلسطيني إلى دول أخرى، وهو ما اعتبره بعض المراقبين فكرة “ترانسفير” (ترحيل) قسري. ورغم أن بعض القادة الإسرائيليين اليمينيين أبدوا دعما للفكرة، إلا أن الدول المعنية مثل مصر رفضت استقبال اللاجئين الفلسطينيين. هذا الاقتراح أثار انتقادات شديدة باعتباره حلًا غير واقعي ويشجع على التهجير القسري، مما قد يؤدي إلى تقويض اتفاقات السلام في المنطقة، وتحديدا مع السعودية التي تدعو إلى السير بحل الدولتين، قبل التطبيع.
وكانت إدارة ترامب طرحت فكرة نقل سكان قطاع غزة إلى إندونيسيا، كجزء من الحديث عن تحويل القطاع إلى “سينغافورة” جديدة، بحيث يتم إجلاء جزء من السكان إلى إندونيسيا لمدة قد تصل إلى عام، على أن يُعاد بناء القطاع بعد ذلك.
مشروع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية يشير إلى المخططات التي تسعى بعض الأطراف الإسرائيلية إلى تنفيذها بهدف تقليص أو إنهاء الوجود الفلسطيني في الضفة. هذا المشروع، القديم المتجدد، قد يتخذ عدة أشكال، بما في ذلك التوسيع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية، وعمليات هدم المنازل، وتشديد القيود على الحركة والتنقل، وتطبيق سياسات قمعية قد تخلق ظروفاً تدفع الفلسطينيين للرحيل عن أراضيهم.
من بين الخطط والمقترحات التي تتداولها بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية، يمكن أن يكون الهدف هو “إعادة ترتيب” السكان في المنطقة لصالح زيادة عدد المستوطنات وتقليص عدد الفلسطينيين. ورغم أن هذه المشاريع ليست بالضرورة معتمدة أو مكشوفة رسميا من الحكومة الإسرائيلية بشكل موحد، إلا أن هناك توترات شديدة حول هذه القضية، خصوصا في ظل السياسات الإسرائيلية المتعلقة بالأراضي، والمستوطنات، والحواجز الأمنية.
في حال تم تنفيذ مشاريع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، فإن السؤال عن وجهة التهجير يكون أحد النقاط الشائكة. التاريخ والسياسات الحالية تشير إلى أن الفلسطينيين قد يواجهون عدة خيارات مفترضة، منها نحو دول مجاورة مثل الأردن أو لبنان أو غيرها. ومع ذلك، يرفض معظم الفلسطينيين هذا الخيار، إذ يرون أن العودة إلى أراضيهم وحقوقهم في وطنهم هي الحل الوحيد. قد يكون البعض مجبراً على الانتقال إلى مناطق أخرى داخل الضفة الغربية أو داخل الأراضي المحتلة، خاصة إذا كانت السلطات الإسرائيلية قد أغلقت مناطق معينة أو فرضت عليها قيوداً شديدة.
ومع ذلك، فإن أي عملية تهجير قسري ستكون لها تبعات إنسانية وقانونية كبيرة. فالفلسطينيون في الضفة الغربية يعتبرون هذه الأراضي جزءًا من وطنهم التاريخي، والمجتمع الدولي عادةً ما يعارض هذه السياسات، لا سيما أن هناك اتفاقات دولية تمنع التهجير القسري للشعوب في أراضيهم.