وسام عبد الله
بارون، ابن دونالد ترامب، يبلغ من العمر 18 عاما، ساهم في حملة والده الانتخابية، وكانت نصيحته له أن يتوجه للشباب عبر البودكاست، فاستطاع التواصل مع أهم صناع المحتوى وتمكن من الوصول إلى الفئات الشابة، إضافة إلى الدعم الذي تلقاه من أيلون ماسك، مالك أهم المشاريع التكنولوجية ومنها منصة تويتر.
استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتحالف مع مالكيها، ليس هدفه إعلامي وإعلاني فقط، إنما هو يؤسس لمرحلة جديدة من الاقتصاد والسيطرة على الاسواق والموارد التقنية، والتي عنوانها الأساسي أن الدولة القوية، هي من تملك أكبر قدرا من المعلومات، وهو ما بدأ يعرّف بأن البيانات هي “الثروة النفطية” الجديدة.
أيلون ماسك، الذي وصفه موقع “اكسوس” الأميركي، بأنه “أقوى رجل غير منتخب في أميركا”، للمكانة التي وصل إليها عبر شركات التكتولوجيا ودوره المستقبلي في فريق عمل ترامب بالبيت الأبيض. ماسك، موّل حملة المرشح الجمهوري بنحو 119 مليون دولار، ثم ارتفعت القيمة الصافية لشركته تسلا، بمقدار 63.5 مليار دولار يوم فوز ترامب. فأضاف ماسك وحده 26.5 مليار دولار إلى محفظته المالية. كذلك هو حال مالكي أهم الشركات وأغنى رجال الاعمال أمثال جيف بيزوس من “أمازون” ولاري إليسون من شركة “أوراكل”.
المرحلة المقبلة على المستوى الأميركي، صياغة تشريعات وقوانين تسهل عمل شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية والشرائح التي تزرع في الدماغ والصواريخ التي تطلق إلى الفضاء، وهي مشاريع الشركات الكبرى التي يمثل أحد وجوهها ايلون ماسك.
أسباب متعددة لأهمية تايوان بالنسبة لأميركا، منها كونها أبرز مصنّع للرقاقات الإلكترونية في العالم، والتي تستعمل في معظم الصناعات، من السيارات وأجهزة الهاتف والاقمار الاصطناعية. فما يريده ترامب، في حرب السيطرة على البيانات وموادها الأولية، هو السيطرة على التجارة المتعالقة بها، وتقويض وصول الصين لها والاستفادة منها.
حرب البيانات، ظهرت بشكل واضح من خلال العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مع تأمين الحصول على معلومات عبر الذكاء الاصطناعي وتحويلها إلى أهداف عسكرية. كما أن الشباب يبحثون عن الاخبار بأنفسهم عبر الهواتف، وليس عبر الاعلام التقليدي، وهنا يكون توجيه تدفق البيانات بحسب الهدف السياسي لتكوين الرأي العام.