وسام عبد الله
تشكل حدود لبنان ومعابره، البرية والبحرية، هدفا للإسرائيلي لإحكام السيطرة الأمنية والتجارية والاجتماعية، على الدولة والمقاومة، ما يشكل تحديّاً أمام المؤسسة العسكرية لضبطها وتثبيت السيادة عليها.
ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود البرية التي يبلغ طولها نحو 450 كلم، وتمتد من الناقورة جنوبا إلى العريضة شمالا، والقسم الأكبر من الحدود هو مع سوريا بنحو 340 كلم.
المعابر شرعية على الحدود اللبنانية السورية، هي المصنع، العبودية، العريضة، والقاع. تنفّذ الأفواج انتشارا واسعا على حدود لبنان الشمالية (من العريضة وصولا إلى وادي خالد)، والشرقية (من الهرمل- المصنع وصولا إلى جبل الشيخ).
أما جنوبا، يبلغ طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة 100 كلم، وينتشر على هذا الخـط لواءان وفوج تدخل، لواء المشاة الخامس من الناقورة إلى رميش، ولواء المشاة السابع من العديسة إلى شبعا وجبل الشيخ، وفوج التدخل الخامس من يارون إلى العديسة. وثمّة 13 منطقة متحفظ عليها هي مناطق لبنانية تحتلها إسرائيل. ويفصل معبر الناقورة بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وهو معبر أمني – عسكري تستخدمه عناصر الأمم المتحدة لتنقلاتها.
المعبر الجوي الوحيد هو مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، ويتولى حمايته جهاز أمن المطار (وحدات من الجيش، والأمن العام، وقوى الأمن الداخلي، والجمارك)، على أن تتولى كتيبة الحماية بالجيش اللبناني حماية المطار.
وفيما يتعلق بالمعابر البحرية، فالمرافئ الشرعية في طرابلس، صيدا، بيروت، وصور. وهي تحت رقابة القوات البحرية، وقوات اليونيفيل وفق القرار 1701. وبحسب موقع الجيش اللبناني، هذه المرافئ “مضبوطة بشبكة رادارية تغطي كامل الشاطئ اللبناني، إلّا أنّه يوجد بعض الثغرات المتمثلة بالمراكب المطاطية والخشبية المستعملة من قبل المهرّبين والصيادين لتهريب البشر أو المهاجرين والتي لا تطالها أجهزة الرادار”، ويبلغ طول الساحل اللبناني 210 كلم.
وفيما يتعلق بانتشار اليونيفيل، ما بين نهر الليطاني شمالا والخط الأزرق جنوبا، وعلى امتداد الساحل اللبناني بأكمله وصولا للحدود الجنوبية الشرقية ناحية مزارع شبعا. ويشير الموقع الرسمي إلى أن عددها بلغ 10,500 جندي من 50 دولة.
بناءا على المشهد الحدودي اللبناني، يسعى الإسرائيلي إلى استهداف المعابر الحدودية البرية لقطع التواصل التجاري والسكاني مع سوريا، وبث الإشاعات حول مطار بيروت، أما فيما يتعلق بعملية الاختطاف في البترون، فالهدف إضافة للشخص المخطوف، هو إيصال رسالة بأن لديهم القدرة لعمليات إنزال بحرية. ويطرح تساؤل حول دور اليونيفيل، وتحديدا البوارج الالمانية، فبحسب معلومات صحفية، أن ألمانيا تبلغت من إسرائيل قرار تنفيذ العملية. وهو ما يعيدنا لانفجار مرفأ بيروت، في السفينة المحملة بالمواد الخطرة والتي اجتازت بوارج اليونيفيل أيضا. فمن يضمن تطبيق القرار الدولي 1701، دون أن تعتبر أي دولة ما حصل في البترون انتهاكا للسيادة اللبنانية؟.