وسام عبدلله
اتبعت القيادة العسكرية والسياسية في كيان الاحتلال سياسة التكتم والغموض عن إعلان الحصيلة الحقيقية لخسائر الجيش في عدوانه على مختلف الجبهات، فاكتفت بإصدار أرقام غير نهائية، تدل بأن الخسائر غير المعلنة أكثر من المعطيات التي تصدر في الاعلام.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أرقاما جديدة، بشأن أعداد القتلى والجرحى والمصابين بالصدمات النفسية، التي لحقت بجنوده منذ بداية الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول 2023.
وأشار قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية عن استقباله 10 آلاف و56 جنديا جريحا، بمعدل أكثر من ألف جريح جديد كل شهر. فيما أوضح بيان الوزارة عن وجود أكثر من 3700 من المصابين من إصابات في الأطراف، بما في ذلك 192 إصابة في الرأس، و168 مصابا بجروح في العين، و690 مصابا بجروح في الحبل الشوكي، و50 مصابا من مبتوري الأطراف.
كما تلفت التقديرات أن 35% من الجرحى يعانون القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، و37% يعانون من إصابات في الأطراف.
وبحسب قسم إعادة التأهيل فقد بلغ عدد المعاقين خلال كافة الحروب التي خاضتها “إسرائيل”، 72 ألفا و56 جنديا وضابطا، يعانون اضطرابات عقلية ونفسية. وتعتبر وزارة الدفاع أنه بحلول نهاية العام الحالي، سيكون على قسم إعادة التأهيل الاعتناء بحوالي 82 ألف جندي وضابط معاق، وبحال استمرار القتال، سيكون هناك 100 ألف جندي وضابط معاق بحلول عام 2030.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أن 68% من الجرحى هم من جنود الاحتياط، تتراوح نسبة أعمارهم بين 51% ما بين (18 و30 عاما)، و31% ما بين (30-40 عاما). ونقلت الهيئة عن 28 بالمئة من الجرحى، إفادتهم بأن التأقلم العقلي هو إصابتهم الرئيسية.
وأشارت الأرقام، أن عدد قتلى جيش الاحتلال بلغ 690 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب، بينهم 330 بالمعارك البرية في قطاع غزة، أي أن القسم الآخر قتل في الجبهات الاخرى في الضفة الغربية وشمال فلسطين المحتلة في المواجهة مع حزب الله.
توضح هذه البيانات، في توقيت إعلانها، محاولة لوضع الرأي العام الإسرائيلي أمام الواقع الذي يعيشه جيشه في الميدان، وبأن اتساع الحرب مع حزب الله، يعني حكما ارتفاع أعداد القتلى والجرحى والصدمات النفسية.
وقال المحلل العسكري في القناة 13 الإسرائيلية ألوان بن دافيد، “من المهم التوضيح أن الجيش الإسرائيلي غير قادر حاليا على تحقيق إنجاز كبير ضد حزب الله، من شأنه أن يغير الواقع في الشمال بشكل كبير، وفي أحسن الأحوال ستنتهي الحرب بتسوية سيئة ستتحقق بثمن مؤلم”.