وسام عبد الله
لم يستطع الاحتلال الاسرائيلي طوال العقود الماضية من إنهاء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ احتلاله عام 1967 والحروب المستمرة وصولا إلى الإبادة التي يمارسها منذ تشرين الاول 2023.
ومنذ بدأ العدوان على غزة، بعد عملية “طوفان الاقصى”، وضع الاحتلال عددا من الأهداف يسعى لتحقيقها، بإنهاء وجود حركة حماس في القطاع، وتحرير الاسرى الاسرائيليين لديها، وتدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية وتليها تهجير سكان القطاع إلى سيناء المصرية.
وأعلن جيش الاحتلال مؤخرا، عن سحب كافة ألويته من جنوبي قطاع غزة، عدا قوة بقيادة الفرقة 162 ولواء ناحال، والتي أشار أنها ستواصل عملها ” وستحافظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي وقدرته على القيام بعمليات استخباراتية دقيقة “. وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية، أوضح أنها “خلال الأيام الأخيرة تم استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب”.
ومع دخول الحرب شهرها السابع، لم يتمكن الإحتلال من إنهاء حركة حماس، في بنيتها العسكرية داخل القطاع، واستمرت المقاومة في قدرتها على استهداف الاليات والجنود عبر شبكة الانفاق التي لم يتمكن الاحتلال من السيطرة عليها. ومع صعوبة إنهاء قيادة الحركة، دخل معها في مفاوضات غير مباشرة، وتحول الحديث إلى كيفية إدارة القطاع وشكل السلطة في مرحلة ما بعد الحرب. ووصفت صحيفة هآرتس أنه “من العسير رؤية طريق واضح لنصر عسكري حاسم لإسرائيل “.
وبما يتعلق بملف الاسرى، لم يستطع جيش الاحتلال تحريرهم، إلا قسم منهم في فترة الهدنة، وأعلنت المقاومة الفلسطينية عن مقتل عدد منهم نتيجة القصف الاسرائيلي.
أما في الجبهة الشمالية، فقد ردد الاسرائيلي منذ اليوم الاول أنها سيعمل على إعادة المستوطنين إلى بيوتهم ومواجهة القدرات العسكرية لحزب الله، فيما الارقام على الارض تشير إلى عدم قدرته لتقديم ضمانات للمستوطنين لعودتهم، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت أن الخسائر الاقتصادية في الشمال فاقت المليار دولار، إضافة إلى توقف الحركة السياحية والمنشآت صناعية وخسارة المحاصيل الزراعية.
في عام 2005، وبعد 38 عاما من الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة في حرب 1967، أعلن سحب قواته وإخلاء 21 مستوطنة كانت تمثل نحو 35% من مساحة غزة، وفرض الاحتلال حصارًا على القطاع، نتيجة عمليات المقاومة بمختلف فصائلها. وبعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي، قال غلعاد أرئيل شارون، “إن المستوطنات في تجمع “غوش قطيف” والمستوطنات المجاورة لها في قطاع غزة لم تكن جنة عدن كما يحاول أن يُصور بعض الإسرائيليين، بل كانت جحيماً لا يُطاق “.