وسام عبد الله
تتعدد احتماليات الرد الايراني على استهداف قنصليتها في دمشق من قبل الاحتلال الاسرائيلي، والذي يخضع للتحليلات فقط فيما تبقى قلة من العارفين بطبيعة الرد وزمانه ونتائجه، لكن قد يكون الاجماع من قبل معظم الدول على حتميته.
وخلال الايام الماضية، دعت حكومات رعاياها إلى توخي الحذر والابتعاد عن السفر إلى ايران ولبنان وفلسطين، ومن يتواجد لها مواطنين داخل الكيان، دعتهم إلى البقاء في مناطق محددة وعدم التجول، خوفاً من نتائج القصف الذي يتوقع حدوثه في كل لحظة.
فالجانب الايراني، أكد على لسان مسؤوليه على أن الرد على الاستهداف واغتيال قادة من الحرس الثوري، لن يمر دون حساب. وكانت طهران أكدت منذ السابع من تشرين الاول 2023، أنها لا تريد اتساع رقعة الحرب في المنطقة، وأن الأمر مرتبط بتوقف كيان الاحتلال عن ابادته بحق الشعب الفلسطيني في غزة. لكن مع قصف القنصلية، دخلت المنطقة في احتمالية تدرحج الامور في المنطقة، حيث ستكون معظم المصالح الحيوية بين ايران و”اسرائيل” تحت مرمى النيران والمعارك، والتي لن تبق محصورة بينهما وإنما قد تنسحب إلى مشاركة حلفاء كلا الطرفين.
فقد تكون حرب محدودة مرتبط بأهداف معينة، أو تتسع لتشمل المنطقة بكاملها خاصة إن كان الاستهداف “مؤلماً” للاحتلال فيضطر إلى الرد داخل العمق الايراني. وبنك الاهداف متنوع، يبدأ من السفارات والبعثات الدبلوماسية، والسفن والبوارج الحربية في البحر، والمنشآت النفطية والمراكز العسكرية في الكيان، ومنها يشكل الجولان السوري المحتل.
وعن مكان الانطلاق، قد تكون من الاراضي الايرانية بصواريخ بعيدة المدى، أو من إحدى جبهات المساندة، وإما عبر البوراج الحربية في البحر. ومكان الانطلاق والنقطة المستهدفة، كلها مرتبطة بحسابات مكانة الرد وأهميتها، وبالنتائج المراد تحقيقها بأنه يبقى محدودا دون الذهاب نحو حرب شاملة أو فتح كل الاحتمالات على الاقليم.
وقبل الرد، يعيش كيان الاحتلال حالة من الرعب والحذر والترقب، بمرحلة دخل فيها بشلل في مختلف القطاعات، بانتظار كيف ومتى وأين سيكون القصف الايراني. فضمن سبعة أشهر، دخلت اسرائيل في أزمة وجودية، فهي أثبتت ضعفها من الداخل مع عملية “طوفان الاقصى”، والذي أنقذه الدعم الاميركي والغربي اللامحدود، وتليها جبهات المساندة والدعم من لبنان والعراق واليمن، يضاف إليها تصاعد العزلة الدولية، لنصل إلى ذروة احتمال المواجهة العسكرية مع ايران. فمهما كان شكل الرد، محدودا او توسعا، فالنتائج سيبقى لها أثر طويل على بنيته السياسية والاجتماعية والعسكرية.