وسام عبد الله
استغل الاحتلال الإسرائيلي الفراغ الذي حدث إثر انسحاب وحدات الجيش السوري مع سقوط النظام وفرار الرئيس بشار الاسد، وسيطرة “هيئة تحرير الشام” على السلطة في دمشق، تزامنا مع الخروقات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار في لبنان، فتوغلت قواته داخل الأراضي السورية وسيطرة على مناطق مركزية على الصعيد العسكري والجغرافي.
توغلت قوات الاحتلال في مناطق عدة، منها قرية صيدا في محافظة القنيطرة، بعمق 4 كيلومترات، وقريتي عابدين ومعرية في حوض اليرموك بريف درعا الغربي. كما احتلت القوات هضبة الجولان وتجاوزت المنطقة العازلة وفرضت سيطرتها على قمة جبل الشيخ.
والمنطقة العازلة، تبلغ مساحتها نحو 400 كيلومتر مربع في الأراضي السورية، بانتهاك وقف إطلاق النار المبرم في عام 1974، وهو ما يفتح هامش نحو الواقع اللبناني، فمن يضمن أن “إسرائيل” في المستقبل لن تتوسع داخل الاراضي اللبنانية كما هو الحال الآن في سوريا؟.
واعتبر بنيامين نتنياهو أن مرتفعات الجولان “ستظل إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل”، مشيرا إلى أنه “لا تزال أمام إسرائيل تحديات، لكنها تعمل على ترسيخ مكانتها كمركز قوة في المنطقة”.
وأضاف “يدرك الجميع الأهمية الكبيرة لوجودنا هناك، على قمة الجولان، وليس عند سفحه. إن سيطرتنا على هضبة الجولان تضمن أمننا، وتضمن سيادتنا”.
وتابع “بهذه المناسبة، أود أن أشكر صديقي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على استجابته لطلبي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في عام 2019”.
ووصف وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن قمة جبل الشيخ “هي عيون إسرائيل لكشف التهديدات القريبة والبعيدة”. وأوضح قائلا “من هنا نشاهد حزب الله في لبنان يمينا، ومن الشمال نشاهد دمشق وإسرائيل أمامنا”.
من ساحة الأمويين بدمشق يمكن رؤية الثلج على جبل الشيخ، ومع تقنيات الرصد التي يملكها الاحتلال، تكون المساحة الجغرافية مشكوفة بشكل كامل، من البقاع شرق لبنان إلى دمشق وحوران ودرعا وصولا إلى الحدود الأردنية وشمال فلسطين المحتلة.
أهمية هضبة الجولان في جوفها وجبالها، بالمياه العذبة التي تغذي الانهار والينابيع في فلسطين والأردن، وهو الحلم الإسرائيلي، المشابه لرغبة السيطرة على نهر الليطاني في جنوب لبنان. امتلاك اليد العليا على المياه التي سيستغلها لتغذية المستوطنات في الوسط والشمال.