وسام عبد الله
في مسار مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ظل التمسك بالأرض جزءاً أساسياً من المقاومة، فلم تكن محصورة بالعمل العسكري أو بعقيدة حزبية، فرفض السكان الاستسلام للتهجير وأصروا على العودة إلى قراهم بعد كل عملية تطهير عرقي أو تدمير. هذا التمسك بالأرض كان يمثل شكلاً من أشكال المقاومة النفسية والمعنوية ضد محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الواقع الديموغرافي.
منذ عام 1948، الشعب في جنوب لبنان، هو المنطلق والحاضنة للمواجهة، رغم أن هناك العديد من الفصائل المسلحة التي كانت تقود العمليات العسكرية ضد “إسرائيل”، إلا أن السكان المحليين كانوا هم من يتحملون العبء الأكبر من المعاناة والضغوط الناتجة عن الاحتلال، وقدموا دعماً مهماً للمقاومة بأشكال متعددة.
سكان الجنوب، قدموا المساندة عن طريق توفير المؤن والأسلحة والمخابئ. البعض منهم كان يساهم في نقل المعلومات، تجهيز الأسلحة، أو حتى تقديم الدعم المادي للمجموعات المسلحة.
العديد من السكان المحليين تعاونوا مع المجموعات المقاومة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا التعاون كان يشمل إخفاء المقاومين، توفير الحماية لهم، أو حتى المساعدة في تخطيط وتنفيذ الهجمات على القوات الإسرائيلية.
وفي ظل الظروف الصعبة التي فرضها الاحتلال، مثل القصف المستمر، والتهجير، والتدمير، أظهر السكان في الجنوب اللبناني صمودا. لم يكن فقط المقاومون المسلحون في الخطوط الأمامية، بل كان الشعب المدني نفسه يواجه التحديات بشجاعة، حيث ظل العديد منهم في قراهم ومدنهم رغم قسوة الظروف.
بالإضافة إلى المقاومة المسلحة، كانت هناك حركات شعبية للمطالبة برحيل الاحتلال الإسرائيلي. وقد شهدت بعض القرى والبلدات انتفاضات ومظاهرات ضد الاحتلال، مما أظهر أن المقاومة لم تكن محصورة في العمل العسكري فقط.
شنّ الاحتلال الإسرائيلي على لبنان عام 1948 العديد من المجازر والتعديات على القرى الحدودية والداخل اللبناني، مثل مجزرة قرية حولا التي راح ضحيتها 70 شهيدا. وتوالى العدوان على لبنان، في عام 1978 والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و”عناقيد الغضب” 1996، وحرب تموز 2006 ، وصولا الى الحرب الأخيرة.
شاركت العديد من الأحزاب والفصائل في المواجهة ضد الاحتلال، والتي تبدلت تبعا للظروف الداخلية والاقليمية، ليكون الأساس والمنطلق هو سكان المناطق. وأبرزها، حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي