وسام عبد الله
خلال الأسبوع الماضي، انحصر النقاش فيما يتعلق بالحرب على غزة، بأمرين فقط، الأول احتلال محور فيلادلفيا، والثاني مقتل ستة أسرى إسرائليين والمظاهرات ضد نتنياهو، وبين الحدثين، يتناسى العالم أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني.
وعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نائبته كامالا هاريس اجتماعاً مع المفاوضين الأميركيين، للضغط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل ضمن جولة المفاوضات، وذلك بعد مقتل الرهائن الستة في غزة، من بينهم مواطن يحمل الجنسية الأميركية.
وانتقد بايدن، رئيس حكومة الاحتلال قائلا “لا أعتقد أن نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل لاتفاق”.
وردد بايدن خلال الاجتماع ما يقوله منذ أشهر دون نتيجة، “أن التوصل لاتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس في غزة بات قريباً جداً”.
وعلق نتنياهو على تصريحات الرئيس الأمريكي قائلا إنه “لا يصدق أن الرئيس بايدن قال اليوم ما نُقل عنه”.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي متلفز، إن “القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا”.
موضحا أن “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة وعدم تدفق السلاح إلى غزة”.
واعتبر أن قرار رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون بمغادرة القطاع وإخلاء المحور جعل من غزة مصدر “تهديد كبير لنا”.
ولفت أن المحور هو “أنبوب الأكسجين لحماس الذي مكّنها من إدخال الأسلحة وغيرها..سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا عزز الوضع العسكري الإسرائيلي في غزة وأجبر حماس على تغيير موقفها في المفاوضات”.
وخلال المؤتمر ظهر نتنياهو مع شاشة توضيحية تظهر فيها خريطة فلسطين المحتلة، محاولا شرح تمسكه بقراره، وقد كان لافتا حذف الضفة الغربية من الخريطة، والتي تواجه حاليا حملة عسكرية. وحول نهاية الحرب قال “إن الحرب ستنتهي عندما ينتهي حكم حماس لقطاع غزة”، مضيفاً “نحن بحاجة إلى نصر عسكري يشبه ذلك الذي أطاح بالنازية من حكم ألمانيا”.
من جانبه قال الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، إن “نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمّدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوةً على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر”.
وأضاف أبو عبيدة “نقول للجميع وبشكل واضحٍ أنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم”، مشيراً إلى أن الرهائن سيعودون “داخل توابيت” إذا واصلت إسرائيل الضغط العسكري.
وبثت كتائب القسام تسجيلاً مصوراً للأسيرة عيدان يروشلمي، التي كانت من بين القتلى، قائلة لنتنياهو، “لقد أفرجت عن شاليط مقابل ألف أسير والآن حماس تطلب أقل من الربع على كل شخص من الأسرى، أنا غير قادرة على الفهم.. هل أنا أساوي أقل؟”.
وشهدت “إسرائيل” اضرابات ومظاهرات شارك بها مئات الآلاف، بعد إعلان العثور على جثث الاسرى الستة، وتقاطعات معظم رسائل الدعوة، إلى تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية عن عدم إبرام الصفقة، وأنهم يضعون مصلحتهم السياسية والشخصية قبل المحافظة على أرواح الأسرى.
وأكدت حماس أنها “كانت حريصة أكثر من بايدن على حياة الأسرى لديها، وأنه من هنا وافقت الحركة على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن، بينما رفضهما نتنياهو”.