وسام عبد الله
يتعرض سكان غزة لكافة أنواع “التجارب” التي عرفتها البشرية في تضييق الخناق على حياتهم، فبعد الحصار وإغلاق المعابر الحدودية، ومنع المساعدات الغذائية والدوائية من دخول القطاع، تليها عملية الانزال الجوي للمساعدات بشكل عشوائي،
وصل الحال إلى مشروع إنشاء ميناء بحرية قبالة سواحل غزة لتأمين احتياجات القطاع، على حد زعم الادارة الاميركية.
فقد أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن عن إصداره تعليمات للجيش الاميركي بإنشاء “ميناء مؤقت” على ساحل غزة لاستقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها القطاع المحاصر، والذي قد يحتاج الانتهاء منه بشكل كامل لحوالي شهرين، والذي قد يحتاج إلى حوالي ألف جندي لتنفيذه.
وسيعمل على عملية إنشاء الميناء، الذي سيقع قبالة سواحل غزة، لواء النقل السابع الاميركي، واضعا هدفه بتأمين مليوني وجبة يومية لسكان القطاع.
والميناء سيكون عبارة عن رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة لتمكين سفن الشحن من الرسو فيه، وتفريغ بضائعها في قوارب أصغر تنقل هذه المساعدات إلى جسر بحري يتم ربطه بشاطئ غزة، ويتكون من مجموعة من قطع الفولاذ المترابطة، على أن يبلغ طول الجسر 550 م.
شكوك عديدة طرحت حول جدوى هذا المشروع، فالاولوية يجب أن تكون لفتح المعابر التي تعتبر أقل تكلفة وسهولة لتأمين دخول المساعدات إلى غزة، بدل الاعتماد على منفذ بحري، والذي يدل مدة تنفيذه أننا أمام حرب قد تطول لشهرين إضافيين.
وهل الميناء هدفه نقل المساعدات فقط، أم سيكون معبرا لتهجير سكان القطاع في حال إعلان حكومة الاحتلال عن عملية عسكرية باتجاه مدينة رفح، فحين تكون الحدود مغلقة مع مصر، لا يكون أمامهم سوى البحر.
وعلى المستوى الدولي، هل يريد الداعمين والممولين للمشروع، أن يتنصلوا من مسؤوليتهم الانسانية والسياسية للضغط على الاحتلال والاكتفاء بالاعلان عن تقديم المساعدات لمن يموتون جوعا بسبب الحصار؟.
البعض يقرأ أبعد من اللحظة الحالية، فقد يكون هذا الميناء مدخلا لمشروع أكبر بالحضور الاميركي في ساحل المتوسط على ساحل غزة ضمن الصراع على الطاقة، فسنة 2010 صدرت بيانات المسح الجيولوجي تشير إلى وجود آبار في هذا القسم من البحر المتوسط، وأن المنطقة عائمة على آبار من الغاز والنفط، حيث يقدر المخزون في بحر غزة ما يفوق 2.5 ترليون متر مكعب من الغاز.