وسام عبد الله
إحدى الصور الراسخة منذ الأسابيع الأولى للعدوان على غزة، ما وصل في المساعدات من أكفان، فيما كانت واردات السلاح والعتاد تمد الاحتلال دون انقطاع، وهو مشهد ينسحب على كامل الدول في تعاملها بالتفرقة في نوعية المساعدات، إنسانية لنا وعسكرية لهم.
فعقد مؤتمر باريس لدعم لبنان، بمشاركة نحو 70 وفداً حكومياً و15 منظمة دولية، واستطاع المؤتمر تأمين مليار دولار، انقسمت بين نحو 800 مليون دولار كمساعدات إنسانية، ونحو 200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني لوجيستياً، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي. وذلك دون الوصول إلى حل لوقف إطلاق النار وتفاهمات بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن (1701).
وأعلن الاتحاد الأوروبي في بداية تشرين الأول، تقديم مساعدات بقيمة 30 مليون يورو، لتصل القيمة الإجمالية لعام 2024 إلى 100 مليون يورو.
مع العلم أن لبنان سجل أكثر من ألفي شهيد ونحو 12 ألف جريح، ونزوح 1.4 مليون شخص، وخسائر تقدر بنحو 20 مليار دولار حتى الآن.
كما شهد مطار بيروت وصول مساعدات إنسانية عبر مختلف الدول، منها العراق والسعودية والامارات، إضافة إلى المساعدات الواصلة إلى سوريا لدعم النازحين اللبنانيين فيها.
أما لدى الاحتلال، فالأمر مختلف، فهو ليس بحاجة لسبعين دولة. فقد شملت حزمة المساعدات الخارجية الأميركية في شهر نيسان، 26.4 مليار دولار من الدعم العسكري لإسرائيل. وفي شهر حزيران الماضي، كشف مسؤول في الإدارة الأميركية، عن قيمة المساعدات الأمنية التي قدمتها واشنطن لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، والتي بلغت 6.5 مليارات دولار. ليصدر تقرير في تشرين الاول يشير إلى ارتفاعها لقيمة 18 مليار دولار.
وحين قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، المؤيدة لقتل المدنيين، إن بلادها ستقدم نحو 100 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية والتنموية للبنان. في المقابل، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس تأكيده على التزام بلاده بتقديم الأسلحة إلى إسرائيل، وفي آخر امداد عسكري لها كانت القيمة 100 مليون دولار. مع الإشارة أن إجمالي المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل في عام 2023 وصل إلى 350 مليون دولار.
في غزة، تغلق المعابر أمام الطحين والدواء، فتمنع دخول المساعدات، وتعقد اجتماعات ومباحثات دولية لاقناع الاحتلال بالسماح لمرور شاحنة واحدة، أما السلاح والمال لجيش الاحتلال، فهو بحاجة إلى توقيع أسفل ورقة.