وسام عبد الله
شنّ الاحتلال الاسرائيلية معركة عسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية، ضمن مخطط قديم متجدد، بهدف تهجير أهلها، وتحديدا من يعيشون في مخيمات اللاجئين.
تحاصر المستوطنات من مختلف الجهات، وقد ازدادت عملية الاستيطان خلال السنوات السابقة، على الرغم من التحذيرات الاممية من خطورة هذا السلوك العدواني. وتشكل الضفة نحو 21 في المئة من الاراضي الفلسطينية، والتي تقع غرب نهر الاردن، الوجهة التي يسعى الاحتلال لتهجير السكان نحوه.
العملية الأخيرة تعد الأكبر من نوعها في الضفة الغربية منذ عملية الدرع الواقي في 2002، وهي ليست كما يدعي الاحتلال أنها مرتبطة بعملية “طوفان الاقصى”، إنما الأساس هو الرؤية التي يمتلكها اليمين الديني المتشدد، بتهجير السكان واجتثاث المقاومة، ومنع قيام الدولة الفلسطينية.
ومع الحرب على غزة، سجلت الضفة العشرات من الاقتحامات والاعتقالات التي طاولت أكثر من 10 آلاف فلسطيني، كما أكدت بيانات رسمية فلسطينية، عن استشهاد ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
وتشير سجلات دائرة الإحصاء الفلسطيني أن عدد اللاجئين في الضفة الغربية بلغ 800,000 لاجئ فلسطيني يعيش جزء منهم في مخيمات الضفة الغربية البالغ عددها 19 مخيماً وفق الأونروا، إضافة لخمسة مخيمات غير معترف بها رسمياً، ويعيش معظم سكان المخيمات، في ظروف معيشية صعبة وبنى تحتية متهالكة، وشبكات صحية مدمرة.
وتخضع المخيمات لظروف تنقل قاسية، كون الاحتلال عمل على تقطيع السبل بين المناطق في الضفة الغربية، عبر جدار الفصل العنصري والحواجز وبناء المستوطنات، حيث أصبح المرور نحو الاعمال يخضع لساعات من الانتظار. ويسعى الاحتلال الى تدمير وتجريف الطرقات والابنية السكنية، لتكون المخيمات غير صالحة للحياة، ودفع الناس للنزوح وعدم العودة.
من أبرز المخيمات في الضفة، مخيم جنين، الذي تأسس عام 1953، وفي عام 2002، احتل الجيش الإسرائيلي مخيم جنين بعد عشرة أيام من القتال العنيف، ودمر أكثر من 400 منزل، وشرّد أكثر من ربع سكان المخيم، وفقا للأونروا. وبحسب إحصاء أجري في 2021، يعيش في مخيم جنين حوالي 12,250 لاجئاً فلسطينيا، ويعد مركزا أساسيا ومنطلقا لعمليات المقاومة ضد القوات الاسرائيلية.