وسام عبد الله
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستقدم لمصر مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار، فيما اعتبر قرارا متناقضا مع الموقف السابق بمنعها تحت ذريعة عدم إلتزام القاهرة بملف “حقوق الانسان” في تعاطيها مع السياسيين والنشطاء المصريين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية، أن المبلغ هو جزء من التمويل العسكري الأجنبي الأمريكي المخصص لمصر، كما يخضع مبلغ قدره 320 مليون دولار لشروط تسببت في حجب جزء من هذا المبلغ في السنوات القليلة الماضية.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ الكونغرس أنه سيتنازل هذا العام عن الاشتراطات المتعلقة بمبلغ 225 مليون دولار، الذي جرى الربط بينه وبين سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، وذلك استنادا إلى مصلحة الأمن القومي الأمريكي.
وأوضح السبب في هذا التعديل، قائلا أن “هذا القرار مهم لتعزيز السلام الإقليمي ومساهمات مصر المحددة والمستمرة في أولويات الأمن القومي للولايات المتحدة، وخاصة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، والمساعدة في تحقيق نهاية دائمة للصراع بين إسرائيل وحماس”.
انقسمت الآراء حول القرار، فالمؤيد له، اعتمد على معطيات الخارجية الاميركية، التي اعتبرت أن مصر اتخذت خطوات في ملف حقوق الانسان، فقط مشروع قانون إصلاحي للسجون السياسية وأفرجت عن أكثر من 950 سجيناً سياسياً منذ العام الماضي، وعملت على إنهاء إجراءات عقابية في نطاق حظر السفر وتجميد الأصول المرتبطة بالتمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية.
فيما رأى المعارض له، أن الحكومة المصرية، ما تزال بحالة تجاهل للوضع القانوني والحقوقي في مجال حرية الرأي، وبأن القرار الاميركي، تغاضى عن هذه الاوضاع من اجل مصلحته السياسية فقط.
وتتلقى مصر منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، معونة اقتصادية وعسكرية سنوية لكل من مصر والاحتلال الاسرائيلي، وتحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار “لإسرائيل”، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
وتعتمد القاهرة على عدد من المعونات الدولية، وتمثل الأمريكية منها 57 في المئة، والباقي يتوزع بين اليابان والاتحاد الاوروبي وغيرها.
ويرى مراقبون أن المعونة تحولت لأداة ضغط على مصر، تقطع عنها أو يتم تأخيرها، تبعا للاوضاع السياسية، وليس ملف حقوق الانسان إلا أحد أساليب الضغوط على القاهرة، وخاصة في ظل الحرب الاسرائيلية على غزة، والعمل على احتلال معبر رفح واغلاق الحدود المصرية.