وسام عبد الله
يتناسى معظم السياسيين في لبنان التوقف عند لحظات تاريخية مهمة في المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي، فحين تهتم الاحزاب بأحداث معينة يتم التغاضي عن أخرى، والتي تأتي ضمن سياق الصراع السياسي الداخلي.
على الروزنامة السنوية للاعياد والعطل الرسمية، نادرا ما نجد تاريخا مرتبطا بالصراع مع اسرائيل، عدا 25 أيار في ذكرى تحرير جنوب لبنان، بينما هناك انجازات وأحداث ومجازر ارتكبت بحق الشعب اللبناني.
ففي شهر نيسان تحل ذكرى مجزرة قانا 1996، التي أدت لاستشهاد 105 شخص بينهم 33 طفلاً، حيث عمد الاحتلال على قصف مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة، بقنابل محرمة دوليا، ضمن عملية عناقيد الغضب. وفي عام 2006، تعرضت قانا لمجزرة أخرى في أثناء حرب تموز وأدت لمقتل 55 شخصا، كانوا متواجدين في مبنى واحد.
وشهد لبنان العديد من المجازر التي أودت بحياة المئات من اللبنانيين، منذ إنشاء كيان الاحتلال. فشهدت قرية حولا مجزرتين الاولى عام 1949 وأودت بحياة 90 شخصا، والثانية عام 1967،وقتلت قوات الاحتلال خمسة نساء.
ووقعت مجزرة حانين عام 1967، التي حصرت فيها القرية وهدمت المنازل على سكانها، وفي عام 1974 نفذ الاحتلال مجرزة في بلدة يارين أدت لمقتل 9 مواطنين، وفي عيترون قتل 9 أطفال عام 1975.
أما في بنت جبيل فاستشهد 23 شخصيا عام 1976، وشهد أقليم التفاح عام 1985 مجزرة أودت بحياة 30 شخصا.
ومع انطلاق المعارك من تشرين الاول 2023، ارتكب الاحتلال عددا من المجازر بحق العائلات، حيث استهدف سيارة كانت تقل سيدة مع حفيداتها الثلاثة، وقصفت منزلا في النبطية أودت بحياة 5 مدنيين أربعة منهم من عائلة واحدة.
سجل المجازر يؤكد أن الاحتلال لا يحتاج لذريعة سلاح المقاومة حتى ينفذ وحشيته، إنما هي جزء من سياسته العدوانية والتوسعية التي يسعى لتحقيقها عبر الابادة الجماعية.
معظم دول العالم، تختار ذكرى في تاريخها لتكريم الشهداء والجرحى الذي سقطوا في مواجهات عسكرية، احتراما لهم ولتعزيز الهوية الوطنية والتعلم من تجارب الماضي، أما في لبنان، فحتى المجازر تخضع للنكايات السياسية والمصالح الحزبية، بينما المطلوب أن يكون لها يوما وطنيا، وخاصة أن آلة القتل مستمرة ولم يتم محسابة منفذيها.