وسام عبد الله
قبل أيام من دخول الرئيس الاميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، بشكل رسمي، تتسارع خطوات الوصول لوقف لإطلاق النار في غزة، ليس رغبة بإيقاف الابادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال بحق سكانها، إنما نتيجة رغبة أميركية بترتيب ملفات المنطقة.
منذ أكثر من عام، يتكرر الحديث عن اقتراب الوصول الى اتفاق في غزة، لكنه يفشل، مع الضوء الاخضر الدولي المعطى للإسرائيلي، فتزداد عمليات القتل والتهجير، وإلهاء الناس بأن خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية هي التي تؤثر على اتخاذ القرار، فيما الجوهر، أن كل التيارات، في الحكومة وخارجها، ليس لديها الرغبة بإنهاء الحرب. المتغير الوحيد، قرار ترامب إعادة توجيه الحروب ورسم مسارها بشكل مختلف، فهو ينهي حرب غزة بهدف إعطاء الإسرائيلي الوقت لقضم الضفة الغربية.
بنود عديدة تذكرها المسودات المسربة عن الاتفاق، والتي لم تصدر بشكل رسمي، لكن ملامح المضمون تعطي فكرة عامة عن المسارات التي يتم البحث فيها.
يشير الاتفاق على أن يبدأ النازحون العودة في موعد أقصاه اليوم السابع من بدء تطبيق الاتفاق من جنوب القطاع إلى شماله، مع تحديد نقطة توقف السيارات على بعد نحو كيلومتر من الحاجز الإلكتروني المزود بكاميرات حرارية، على مفترق الشهداء على طريق الرشيد الساحلي، وسيكون هناك طاقم مصري وآخر قطري للإشراف على المرور سيراً على الأقدام. ويسمح بعودة المركبات المدنية بأنواعها، ولكن يتوجب عليها المرور عبر مفترق الشهداء على طريق صلاح الدين الشرقي، وستخضع لتفتيش إلكتروني، ويدوي عبر حاجز عسكري إسرائيلي.
وفيما يتعلق بملف الأسرى، مقابل كل مجندة، سيتم الإفراج عن 20 من ذوي الأحكام العالية من الأسرى الفلسطينيين، وبعضهم من قدامى الأسرى ولكن ليس قادة الفصائل الفلسطينية مثل مروان البرغوثي. ومقابل كل مجند من فئة الشباب في آخر قائمة الـ34 محتجزاً، سيتم الإفراج عن 90 أسيراً فلسطينياً منهم ذوو أحكام عالية، وعدد محدود من ذوي المحكوميات العالية القدامى.
وأشار الاتفاق أن المساعدات الانسانية تتولاها المنظمات الدولية، حيث تحدد نقاط المرور وتخزين وتوزيع المساعدات وكيفيتها، مع تعهد بعدم تدخل “حماس”.
من المفترض أن تكون المنطقة الأمنية العازلة 300 متر، تشمل المنطقة الحدودية بدءاً من بيت حانون شرقاً مروراً بجباليا وبيت لاهيا وصولاً إلى السودانية شمال غرب شمال القطاع، وكل المنطقة الشرقية الحدودية شرق القطاع من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً. على أن تنسحب القوات الاسرائيلية إلى مفترق الشهداء على محور نتساريم مع التقاطع بطريق صلاح الدين، والانسحاب من بعض المناطق الغربية في محور فيلادلفيا مع بقاء قوات إسرائيلية إلى حين الاتفاق في المرحلة الثانية.
المرحلة الأولى من الاتفاق، تشمل تطبيق كافة البنود السابقة، على أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية بعد مرور أسبوع من بدء تطبيق الأولى. وفي المرحلة التالية، إطلاق سراح ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفترة وقف إطلاق نار ثانية لمدة شهر ونصف الشهر، وبحث ترتيبات وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ثم في المرحلة الأخيرة، ملف إعادة إعمار قطاع غزة وإدارته.