وسام عبد الله
في شهر آذار تمرّ الذكرى السادسة والتسعين لتأسيس حركة الاخوان المسلمين، محطات عديدة مرت بها الحركة، بين الصعود والوصول إلى الحكم في بعض الدول، والانحدار والتراجع في المرحلة الحالية، وما بينهما من ملاحظات على الأداء السياسي
والخيارات العسكرية والتشتت الذاتي.
وعلى الرغم من تنوع الحركة تنظيميا، بين تركيا وباكستان ومصر وسوريا وفلسطين وغيرها، إلا أنها تبقى تشترك بالمنطلقات الفكرية التي أرساها الشيخ حسين البنا مع بداية تأسيسها في مدينة الاسماعيلية في مصر عام 1928.
كان الصعود الاكبر للأخوان المسلمين ما بعد عام 2011 وانطلاق ما يسمى ” بالربيع العربي “، حيث شق الطريق أمام وصول الحركة في بعض الدول العربية إلى الحكم لمرحلة زمنية محددة، مثل محمد مرسي في مصر وراشد الغنوشي ( حركة النهضة ) في تونس. وعودة التظيم في سوريا للنشاط عبر المجموعات المسلحة والتجمعات السياسية في الخارج. لتنتهي هذه المرحلة بإزاحتهم عن الحكم وتراجعهم في الحضور السياسي. وتعتبر قطر وتركيا، اكثر وجهة لقيادات الاخوان المسلمين في الخارج، إلا أن المصالحة والتقارب بين القاهرة وأنقرة، لتتخذ الاخيرة خيار الضغط على نشاط القيادات الاخوانية على أراضيها، وخاصة ممن تصنفهم مصر على قوائم الارهاب.
وتعتبر حركة حماس، بعقيدتها وتوجهها الديني، مبنية على فكر الاخوان المسلمين، مع مؤسسها الشيخ أحمد ياسين. وهو ما شكل عائقاً أمامها للتلاقي مع دول عربية عدة تعتبر الحركة من أشد أعدائها، مثل الامارات والسعودية، فيما وجد قادة الحركة في الدوحة مقرا لهم، وهو ما أعطى قطر مساحة للعب دور الوسيط بين حماس والاحتلال الاسرائيلي. كون قطر تركت لنفسها خيار التمايز عن باقي دول الخليج، بتأمين تواجد الاخوان المسلمين على أراضيها والاستفادة منهم كورقة سياسية وإعلامية في علاقتها مع الدول، على الرغم من نفيّ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لأي علاقة تربط بلاده مع التنظيم.
وأعادت معركة طوفان الاقصى الضوء على موقف الاخوان المسلمين من العدوان على غزة. فتركيا، التي يحكمها حزب العدالة والتنمية، المعروف بانتمائه الفكري للتنظيم، فالرئيس رجب طيب أردوغان، في تصريحاته السياسية يعلن دعمه لحركة حماس وتوجيهه أشد العبارات إلى الاحتلال، ولكن الاقتصاد يقول العكس، فالحركة التجارية بين البلدين لم تتوقف والعلاقات الدبلوماسية لم تنقطع. أما في مصر، فمنذ الاطاحة بمحمد مرسي، واستلام الحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهناك عملية ضبط لنشاطهم ومنعهم من إعادة حركتهم للعمل السياسي.
وتعتبر الرياض وأبو ظبي، التنظيم تهديدا لهما، وتعملان على منعه من التواجد على اراضيهما ومواجهته فكريا، وكان آخرها، إحالة محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية (محكمة أمن الدولة)، 84 متهماً، لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء ” تنظيم سري ( الاخوان المسلمين ) بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب “.