وسام عبد الله
أجرت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا أكبر عملية تبادل أسرى منذ الحرب الباردة بينهما، حيث عقدت الصفقة لتبادل سجناء عبر سبع دول شملت الإفراج عن 26 شخصا بوساطة تركيا.
وذكر بيان الرئاسة التركية، أن 10 سجناء نقلوا إلى روسيا، كما جرى نقل 13 سجينا إلى ألمانيا و3 إلى الولايات المتحدة، وشاركت في عملية التبادل بولندا وسلوفينيا والنرويج وبيلاروسيا.
وأضاف البيان أن “7 طائرات تقل 26 شخصا، 24 كانوا معتقلين في سبع دول، إضافة إلى قاصرين اثنين، حطت في مطار أنقرة، حيث تمت عملية التبادل قبل أن تتابع طريقها”.
وأشارت وكالة “الأناضول”، أن عملية التبادل “دخلت التاريخ باعتبارها الأكثر شمولاً بين الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا في السنوات الأخيرة، وتم إنشاء قنوات الحوار الخاصة بالعملية من قبل الاستخبارات التركية”.
وذكرت الوكالة في تقريرها بأن الأطراف اجتمعوا بتركيا في تموز الماضي، بإشراف الاستخبارات التركية، حيث جرت مفاوضات بشأن المواطنين الروس المسجونين في الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا والنرويج وسلوفينيا، ومواطني الدول الغربية في سجون روسيا وبيلاروسيا.
وبدأ الإعداد لعملية التبادل منذ أكثر من 18 شهراً، وأشارت تقارير إعلامية، بأنها كانت مرتبطة بطلب موسكو عودة فاديم كراسيكوف، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بتهمة تنفيذ عملية اغتيال في حديقة برلين، وتم الإفراج عنه حاليا في الصفقة.
وكانت آخر عملية لتبادل السجناء في كانون الأول عام 2022، عندما تم تبادل نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر على مدرج مطار أبو ظبي في دولة الإمارات، مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، الذي كان محتجزاً في سجن أمريكي لمدة 12 عاما.
وبين روسيا وأميركا تاريخ طويل من عمليات تبادل السجناء، قبل وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990.
فعام 1962 سجل أول عملية تبادل للأسرى بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، سلّمت واشنطن حينها الجاسوس السوفييتي رودولف آبل، بينما تسلّمت الطيار الأميركي فرانسيس جاري باورز. تمت العملية على جسر جلينيكي، الذي كان يمثّل الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية، وكان يعرف باسم “جسر الجواسيس”، حيث تم إجراء العديد من عمليات التبادل خلال الحرب الباردة.
وفي عام 1986، تم القبض على نيكولاس دانيلوف، مراسل مجلة U.S. News & World Report الأميركية في الاتحاد السوفييتي، واتهامه بالتجسس، فيما اعتقلت أميركا جينادي زاخاروف، وهو موظف في البعثة السوفييتية لدى الأمم المتحدة، قبل 3 أيام في نيويورك. لتنطلق المفاوضات التبادل بين الطرفين والافراج عنهما لاحقا.
في عام 2019، تعرض تريفور ريد، وهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأميركية، للإعتقال في روسيا، ليتم الإفراج عنه عام 2022 مقابل كونستانتين ياروشينكو، الطيار الروسي وخبير النقل الجوي الذي كان محتجزاً في الولايات المتحدة.
وفي عام 2010، جرى تبادل 10 جواسيس روس محتجزين في الولايات المتحدة مقابل أربعة عملاء مزدوجون، كانوا محتجزين في روسيا.