رداً على الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية على بلاده، يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع علاقاته مع مختلف دول العالم، ضمن الصراع العالمي مع الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها.
فخلال زيارته لكوريا الشمالية، وقع الرئيس الروسي ونظيره الكوري كيم جونغ أون، معاهدة شراكة جديدة بينهما، تحت مسمى “معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة”، والتي تشير إلى إلتزام كل طرف بتقديم الدعم والمساعدة العسكرية، إذا تعرض أحد الطرفين “لمواقف حرب بسبب غزو مسلح من دولة منفردة، أو عدة دول فإن الجانب الآخر يقدم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات دون تأخير من خلال حشد جميع الوسائل المتاحة له التي في حوزته بما يتماشى مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين كوريا الشمالية والاتحاد الروسي”. وذكرت المعاهدة أنها تتطلب من الدولتين “عدم التوقيع على معاهدات مع دولة ثالثة تنتهك المصالح الأساسية للطرف الآخر أو تشارك في مثل هذه الأعمال”.
يتخوف الغرب من تطور التحالف العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، في سياق الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، المتمثل في الحرب الروسية الاوكرانية، والتي يمكن أن تشكل كوريا الشمالية رافداً إضافياً لروسيا بالعتاد والسلاح.
وتأتي هذه المعاهدة في مرحلة أعلنت فيها واشنطن السماح باستخدام أسلحتها بضرب العمق الروسي، مما أنذر بإمكانية انتقال الحرب إلى مرحلة جديدة وأكثر خطورة، كونها ستنعكس على المستوى الدولي، والأوروبي بشكل خاص.
والحذر الاميركي – الأوروبي من التقارب الروسي – الكوري الشمالي، ليس مرتبطاً بتجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل مجلس الأمن على كوريا، إنما بدخول البلدين في شراكة عسكرية تفرض واقعا سياسيا مختلفا في شرق آسيا.
وتعتبر قارة آسيا أحد مسارح المواجهة بين الدول الكبرى، فقسم يضم روسيا وكوريا الشمالية والصين، والآخر يشمل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وكان الرئيس بوتين قال إن بلاده تدرس “إدخال تعديلات محتملة في عقيدتها بخصوص استخدام الأسلحة النووية”، والتي تنص على أن روسيا “ربما تستخدم مثل هذه الأسلحة ردا على هجوم نووي أو في حالة التعرض لهجوم تقليدي يشكل تهديدا وجوديا للدولة”. قوة الردع النووي هو ما يقلق القوى الغربية من التعاون مع كوريا الشمالية، كون بيونغ يانغ دولة تمتلك السلاح النووي، مما يعطي لموسكو قاعدة أوسع من التحالفات مع الدول ذات القدرة العسكرية النووية في مواجهة التهديدات حلف الناتو.