وسام عبد الله
لم تعد منطقة الشرق الادنى حكرا على التواجد الاميركي، العسكري والاقتصادي، إنما أصبحت مفتوحة على كافة العلاقات الدولية، بمحاولة لتحقيق توازن في الصراع بين الدول الكبرى، وتعد روسيا من أهم الدول الطامحة للعب دور أكبر في الشرق الاوسط، يقابلها رغبة خليجية في توسعت الخيارات.
والحضور الروسي في الخليج العربي، والذي تتقاطع بعض أسبابه مع التواجد الصيني، يأتي نتيجة تراجع الدور الاميركي كلاعب وحيد في المنطقة، ومعه دول أوروبية كانت تعتمد على ربط حضورها بسياسة واشنطن، التي كانت تعتبر حامية للمصالح الخليجية والضامنة لأمنها. هذا الانكفاء التدريجي، دفع دول خليجية للبحث عن شركاء دوليين، من دون التخلي نهائيا عن أميركا، إنما لايجاد بدائل موازية لها. فتوسعت العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية مع موسكو، التي لها علاقات جيدة مع دول اقليمية مثل تركيا وايران، مما يسمح لها بدور في خفض التوتر في المنطقة.
وقد وضع الإطار لتنظيم العلاقة بين روسيا والخليج العربي من خلال (الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الإتحادية)، الذي عُقد لأول مرة، بمدينة أبوظبي عام 2011، تم فيه التوقيع على مذكرة تفاهم تنظم آليات الحوار الاستراتيجي بينهما، عبر الحوار الإستراتيجي والتنسيق السياسي، والتعاون الإقتصادي والتجاري والإستثماري، ومجال الطاقة، والتعليم والبحث العلمي والبيئة والصحة.
وعلى مستوى الحرب الروسية الاوكرانية، تسعى دول الخليج للعب دور فيها. عقد الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في الرياض يوم أمس الاثنين، لبحث الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة الأوكرانية.
كما لعبت الامارات دورا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، في تنفيذ صفقة تبادل 1558 أسيراً بين البلدين خلال عام 2024، عبر 6 عمليات وساطة، كما نجحت عام 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين أميركا وروسيا.
وقد شهد التبادل التجاري ارتفاعا بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي إلى مستوى 11 مليار دولار عام 2023، فيما كان عام 2019 نحو 3 مليار دولار.
ومن الخطوات المهمة على المستوى الدولي، انضمام السعودية والامارات، إلى كتلة دول “البريكس”، التي تضم دول منها روسيا، والصين، والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، وإيران، والتي ستعقد قمتها في مدينة قازان الروسية في تشرين الاول المقبل.