وسام عبد الله
اتبع جيش الإحتلال الإسرائيلي، منذ تشرين الأول 2023، في حربه مع حزب الله، خطة تعتمد على رصد تحركات المقاومين وتنفيذ عمليات اغتيال، وتحديدا للقادة الميدانيين، ظناً منه أنه بهذا المسار يمكنه تفكيك قدرة المقاومة في الجبهة عبر تصفية أبرز قادتها، وبالتالي الضغط لخفض وتيرة التصعيد العسكري.
منذ سنوات أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، عن نيّة وقدرة المقاومة على الدخول إلى شمال فلسطين المحتلة، بما عرف “بمعركة الجليل”، وبعد عملية “طوفان الاقصى”، ودخول الحزب في جبهة الإسناد، ظن الكثيرون أن قدرة المقاومة تراجعت ولم يعد بالإمكان، حالياً أو مستقبلاً، الدخول في مثل هذه المعركة. لكن لدى الإحتلال رأيٌ آخر.
فذكر الكاتب الإسرائيلي شاحر كلايمن، في صحيفة “يسرائيل هيوم”، في تقريرٍ أن “القدرة العملانية لكتيبة الرضوان في حزب الله لم تتضرر بصورة كبيرة”، مضيفاً “لا تزال قادرة على اجتياح أراض محدودة من إسرائيل بواسطة 200 “مخرب” في أيّ لحظة يُتخذ القرار”.
كما يعتبر رئيس قسم الأبحاث في معهد “ألما” الاسرائيلي، طال باري، إن قدرة الحزب على الدخول بحوالي 200 عنصر، “لا يتعارض مع الخطة الأساسية للحزب التي تقوم على عملية اجتياح يشارك فيها آلاف المقاتلين بسبب خسارة عنصر المفاجأة”.
ويوضح الباحث الاسرائيلي أن السبب يعود لكن حزب الله يحتفظ “بجيش كبير.. وعدد الأسلحة الدقيقة الموجودة لدى الحزب ارتفع من مئات إلى عدة آلاف، ومن أجل ضرب حزب الله، يجب أن نفعل الكثير”.
تشير التقديرات الإسرائيلية، أن المقاومة مستعدة للحرب بكافة السيناريوهات، واحتمال التصعيد شمالا من قبل مقاتلي الحزب واردة، ضمن كل الإحتمالات الممكنة في غزة، سواء بإعلان وقف إطلاق النار أو اجتياح مدينة رفح.
وتلفت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية، أن “توازن الرعب على الحدود الشمالية، بصورة أساسية، بتقدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بكون حزب الله لديه ترسانة أسلحة تشمل نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة”.
ويقول يهوشواع كاليسكي، الباحث في “معهد دراسات الأمن القومي”، في وصفه صواريخ “بركان” التي قصف بها الحزب مواقع عسكرية، أن “الخطر الكامن في هذه الصواريخ ليس نابعاً من مداها، بل من قدرتها على حمل نصف طن من المواد المتفجرة، والتسبب بأضرار هائلة”.
ويرى الباحث الاسرائيلي أن “أغلبية الوسائل التي يملكها حزب الله ذات مدى قصير، يتراوح ما بين 10 و 20 كلم، تواجه القبة الحديدية تحدياً في اعتراضها لأنها تحلّق على ارتفاعات منخفضة جداً”.
مضيفا ” “قدرات الدفاع الجوي لدى حزب الله هائلة.. هذه الصواريخ يتم إطلاقها من دون أن تكون موجهة نحو هدف محدد، لكنها حين تعثر على الهدف، فإنها تستهدفه وتصيبه”.
على الرغم من السعي الأميركي للدخول في مسار التهدئة جنوباً والبدء في مسار حل النقاط المحتلة على كامل الحدود البرية، إلا أن الإسرائيلي لا يستبعد حرباً في السنوات المقبلة، فقال رئيس قسم الأبحاث في معهد “ألما”، بأن “السؤال ليس عن نشوب الحرب، بل متى ستنشب؟”.