وسام عبد الله
قبل أشهر قليلة كان أبو محمد الجولاني على قائمة الارهاب للشخصيات المطلوبة من قبل الإدارة الاميركية، وبعد سقوط نظام بشار الاسد في سوريا، أصبح أحمد الشرع (الجولاني) خارج القائمة، تليه لقاءات مع وفود أميركية، لتبقي واشنطن على عدد من العقوبات على دمشق ورفعت بعضها. ومع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب، هل من إمكانية للتنبؤ بمستقبل العلاقة بين واشنطن والادارة الجديدة في دمشق؟.
سياسة ترامب غير التقليدية تميزت بنهج بعيد عن التقاليد الدبلوماسية السابقة. فبدلاً من الاعتماد على التحالفات طويلة الأمد والتدخلات العسكرية، فضل استخدام لغة التهديدات المباشرة والتفاوض مع الحكومات والجماعات التي تعتبر خصوما للولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية وطالبان.
تعامل ترامب مع دول وجماعات تعتبر خصومًا للولايات المتحدة، يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل تتعلق برؤيته السياسية ونهج الإدارة التي قادها:
– التوجه نحو الدبلوماسية الواقعية: يفضل اتباع سياسة “أمريكا أولاً”، والتي كانت تهدف إلى تعزيز مصالح الولايات المتحدة بغض النظر عن التحالفات التقليدية أو الأيديولوجيات السياسية.
– الرغبة في إنجازات سريعة وملموسة: ترامب يفضل تحقيق نتائج سريعة وقابلة للقياس في السياسة الخارجية، يريد أن يظهر للأمريكيين أنه قادر على إحراز تقدم في ملفات كان سابقيه يعتبرونها معقدة جدا.
– العداء مع المؤسسات التقليدية: ترامب كان يميل إلى تحدي المؤسسات التقليدية للسياسة الخارجية الأمريكية، مثل وزارة الخارجية والجيش، واستخدام أسلوب أكثر شخصيًّا وغير تقليديّ.
– الاعتقاد بأن القوة من خلال الحوار ممكنة: يعتقد أن الضغط والتفاوض المباشر يمكن أن يؤديان إلى نتائج أكثر فعالية، خاصة مع خصوم مثل كيم جونغ أون أو طالبان، الذين كانوا يشتهرون بتهديداتهم وتصرفاتهم غير التقليدية. كان يعتقد أن التحدث إليهم مباشرة قد يُفضي إلى اختراقات سياسية، حتى لو كانت تلك الاختراقات غير واضحة في البداية.
سياسة ترامب تجاه طالبان كانت تركز على التفاوض لإنهاء الحرب في أفغانستان، حيث بدأ في مفاوضات مباشرة في 2018 وأدى ذلك إلى اتفاق في 2020 يضمن انسحابًا تدريجيًا للقوات الأمريكية مقابل تعهد طالبان بعدم السماح للجماعات الإرهابية بالعمل. رغم الانتقادات من أن الاتفاق قد يضعف حكومة كابول، تم الانسحاب الأمريكي في 2021 مما أدى إلى انهيار سريع للأوضاع.
أما كوريا الشمالية، بدأ ترامب بسياسة التهديدات والعقوبات ثم تحول إلى الدبلوماسية، حيث عقد قمة تاريخية مع كيم جونغ أون في 2018 واتفقا على نية نزع السلاح النووي. رغم التفاؤل في البداية، فشلت المحادثات اللاحقة في تحقيق نتائج ملموسة في هذا الملف.
تميزت سياسة ترامب بتوجهات غير تقليدية تجاه خصوم واشنطن، حيث اعتمد على التهديدات المباشرة والتفاوض لتحقيق نتائج سريعة. ورغم بعض التحولات الدبلوماسية، فإن نتائج هذه السياسات كانت مختلطة، مما يجعل التنبؤ بمستقبل العلاقات مع خصوم أمريكا أمرا معقدا وغير واضح.