وسام عبدالله
ليس حدثا عابرا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، مقتل جندي من قواته في منطقة الأغوار بالضفة الغربية، وهي المساحة التي عمل على توسيع السيطرة عليها خلال العقود الماضية.
وتبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس عملية إطلاق النار، وقالت في بيانها “إن مقاتليها في الضفة أجهزوا على جندي من المسافة صفر قرب مستوطنة محولا وعادوا لقواعدهم سالمين”.
وجاء الحدث في توقيت، تسعى فيه حكومة الاحتلال لتحقيق صورة “نصر عسكري”، في حربها على قطاع غزة، بالقضاء على حركة حماس، لتأتي العملية من جناحها العسكري في الضفة الغربية، وتنفذ دون تمكن الاحتلال من قتل أو اعتقال منفذيها.
للأغوار أهمية جغرافية وعسكرية، فهي المنطقة التي تبلغ مساح 720 ألف دونم، وتشكل ربع مساحة الضفة ويعيش فيها نحو 50 ألف فلسطيني، وتمتد من بيسان جنوبا حتى صفد شمالا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربا. تصنف من المساحات الطبيعية الخصبة والغنية بالمياه بموقعها على الحوض الشرقي، ثاني أكبر خزان للمياه الجوفية في الضفة وتحتوي على 50% من مصادر المياه الفلسطينية. وتعتبر “سلة الغذاء” الفلسطيني، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها 280 ألف دونم.
عمل الاحتلال الإسرائيلي على استغلال المنطقة، حيث فرض سيطرته على 400 ألف دونم لاستخدامها مناطق عسكرية مغلقة، أي ما يعادل أكثر من نصف المساحة الكلية للأغوار، وحرم الفلسطينيين من ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني في هذه المناطق التي أنشأت فيها تسعين موقعا عسكريا.
بحسب اتفاق أوسلو، قسمت الأغوار إلى مناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ومساحتها 85 كلم، ومناطق مشتركة بين السلطة والاحتلال مساحتها 50 كلم، ومناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية ومساحتها 1155 كلم.
اعتمد الاحتلال سياسة فصل الاغوار عن امتدادها الفلسطيني والاردني، فاحتلتها عام 1967، وعملت على ترحيل أبناء المنطقة وتهجيرهم، والتوسع ببناء المستوطنات، من خلال هدم الابنية السكنية وتجريف الأراضي، بهدف واضح منع قيام أسس عمرانية وسكانية للدولة الفلسطينية، حينها إن قبل الاحتلال بحل الدولتين، فعلى أي أرض وشعب ستكون السيادة الفلسطينية حينها؟.