وسام عبد الله
أشار رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو إلى أن العملية العسكريّة في رفح ستنتهي خلال الاسابيع المقبلة، وكان يوآف غالانت أعلن في تشرين الأول الماضي، أن الحرب على غزة ستمر بثلاثة مراحل، تبدأ بالغارات الجوية، تليها العمليات البرية، وثالثها تفكيك قدرات حماس العسكرية وإنهاء قدرتها لحكم قطاع غزة.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال “أنهى معظم العمليات البرية في رفح.. وسيطر على محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر”. بينما قال نتنياهو في مقابلة تلفزيونية إن مرحلة “القتال الشديد في غزة” على وشك الانتهاء، ولكنه أضاف بعدم استعداده “لوقف الحرب قبل القضاء على حماس”.
وبحسب الأهداف التي وضعتها حكومة الإحتلال، لم تتمكن من تحقيق أي إنجاز فيها، فلم تتمكن من استعادة الأسرى، ولا القضاء على حركة حماس، بينما ما نفذته خلال الأشهر التسعة الماضية، هو إبادة جماعية لسكان القطاع وتدمير البنية التحتية.
تمكنت المقاومة من المحافظة على وجودها العسكري في مختلف المناطق، على الرغم أن جيش الإحتلال يعلن عن السيطرة عليها، لتظهر تحركات المقاومين ونشاطهم فيها.
ومع وصول الإحتلال إلى اكتمال المراحل، ولو نظريا بحسب تصريحاته الإعلامية، فهل هذا يعني توقف الحرب على غزة، أما أنها ستأخذ اسلوبا آخر مكمّل لما سبقه؟.
قال وزير الزراعة آفي ديختر، أن “القضاء على قدرة حركة حماس على حكم قطاع غزة لا يزال بعيدا عن التحقق”، واعتبر أن القضاء عليها يكون عبر “السيطرة على المساعدات الإنسانية، التي تسيطر عليها حماس هذه الأيام عندما تدخل غزة، ويجب أن تؤخذ منهم هذه القدرة، عبر السيطرة على غزة”.
يسعى جيش الإحتلال لإحكام السيطرة على معبر رفح، شريان الحياة لسكان القطاع، بتدميره بشكل كامل وفرض إدارة جديدة عليه، لم تتضح معالمها بعد، لمنع تدفع المساعدات الانسانية والمواد الضرورية لإعادة الإعمار.
خلال المراحل الثلاث، كان الهدف الوصول إلى المرحلة الرابعة، بأن تكون غزة منطقة غير صالحة للحياة، والدفع بتهجير أهلها. فأشار تقرير مشترك صادر عن الأمم المتحدة والبنك الدولي، في نيسان الماضي، أن قيمة الخسائر الاقتصادية التي شهدها قطاع غزة، بلغت حوالي 18.5 مليار دولار، ويشكل قطاع السكان
نسبة 72 بالمئة من الخسائر.
ستكون مرحلة إعادة إعمار القطاع حرباً جديدة تخوضها المقاومة الفلسطينية، فالاسرائيلي والأميركي سيحاولان تحصيل مكاسب سياسية، عبر الضغط على الدول والمنظمات لمنعها من التعاون مع أي جهة داخل القطاع، لا تكون موافقة على وجودها،
لمنع دخول المواد والتجهيرات اللازمة لتعافي القطاع.
الاحتلال الذي غرق في مستنقع غزة سابقاً، واستنزفته منذ عملية طوفان الأقصى، لا يرغب أن يبقى رهن كمائن المقاومة ومحكوماً من تحت الأنفاق، مع الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها. فما يريده هو المحافظة على وجود
أمني ضمن محاور محددة تعطيه حرية الحركة لاستهداف المقاومة بعمليات أمنية، وإحكام السيطرة على المعابر لمنع تدفق المساعدات، إضافة لتخفيف صورة المجازر أمام الرأي العالم العالمي.