وسام عبد الله
أراد الاحتلال اغتيال يحيى السنوار منذ بداية العدوان على غزة، وما حدث أمس الخميس، أن رئيس المكتب السياسي لحماس، قاتلهم بمواجهة مباشرة، في عملية لم تخطط لها “إسرائيل”، فسحب منهم ما أرادوه أن يظهروا بصورة “المنتصر”.
وأشار بنيامين نتنياهو أن “الحرب لم تنته بعد. إنها صعبة”، فهو وضع أهدافا علنية، بإنهاء حركة حماس كقوة عسكرية وسياسية في غزة، واستعادة الأسرى الإسرائيليين لديها. ولكن بعد عام، لم يتحقق أي منها، فكتائب القسام مستمرة في عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال، والأسرى لم يتم إخراجهم أو الوصول لهم.
فكل ما تحقق هو قتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، من المسجلين رسميا، فيما التقديرات تشير إلى نحو مئة ألف من المفقودين الذي لم يتم التعرف على جثثهم. إضافة لتدمير البنية التحتية والسكنية في قطاع غزة ومحاولة تفريغه من السكان وإحداث تغيير ديمغرافي فيها.
السنوار من مواليد عام 1962 مخيم للاجئين في خان يونس بقطاع غزة، وتنحدر أصوله من مدينة عسقلان، وكانت عائلته من بين أكثر من 700 ألف فلسطيني هجروا من منازلهم على يد قوات الاحتلال في حرب عام 1948.
اعتقل السنوار لمدة 22 عاما، وتم إطلاق سراحه ضمن أكثر من 1000 سجين فلسطيني في صفقة تبادل في عام 2011 مقابل جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شاليط.
ويعتبر “أبو إبراهيم” الرأس المخطط لعملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول 2023، والتي استطاع تنفيذ عملية يعتبرها الاحتلال أسوء يوم في تاريخه، والتي بدلت كل وجه المنطقة. واختير السنوار رئيسا للمكتب السياسي، بعد اغتيال اسماعيل هنية. وأعلن الاحتلال عن قتله في دير البلح في اشتباك مسلح معه.
تقول إحدى عائلات الأسرى بعد إعلان مقتله متوجهة إلى نتنياهو “لا تدفن الرهائن. اخرج الآن إلى الوسطاء والجمهور واعرض مبادرة إسرائيلية جديدة، بالنسبة لمتان وبقية الرهائن في الأنفاق، فقد نفد الوقت. لديك صور النصر”.
وأضافت “إذا لم يستغل نتنياهو هذه اللحظة ولم ينهض الآن لعرض مبادرة إسرائيلية جديدة ـ حتى على حساب إنهاء الحرب ـ فهذا يعني أنه قرر التخلي عن الرهائن في محاولة لإطالة أمد الحرب وتعزيز حكمه”.
لم يعد خافيا أن العدوان الإسرائيلي تجاوز ملف الأسرى، وهو من البداية لم يكن مرتبطا به، إنما هي حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، ولأنها تعني القضية، فهي ليست مرتبطة بفرد واحد، فلو كان الأمر يتعلق بشخص السنوار، لكن أُعلن انتهاء الحرب، فهو يدرك، أن كل فصائل المقاومة في تاريخها كان لديها من يخلف قادتها.