وسام عبد الله
تعرضت روسيا خلال العقود الثلاثة الماضية للعديد من الهجمات والعمليات من قبل مجموعات متنوعة، منها انفصالية أو متطرفة. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي، شهدت روسيا هجمات استهدفت منشآت مدنية وبنية تحتية في مختلف المناطق الروسية.
في عام 2002، احتجزت مجموعة مسلحة، 912 رهينة في مسرح دوبروفكا بموسكو، وهددوا بقتلهم جميعا بأكثر من 100 قنبلة و40 عبوة ناسفة، وأدت العملية إلى سقوط 137 شخصا وتحرير باقي الرهائن بعد عملية أمنية نفذتها القوات الروسية.
في عام 2004، الذي يعتبر من أكثر الاعوام دموية، أدى هجوم انتحاري في قطار أنفاق إلى مقتل 39 شخصيا وإصابة العشرات، حينها اتهمت روسيا الانفصاليين الشيشان بالوقوف وراء العملية. كما فجّرت انتحاريات طائراتيّ ركاب روسيتين مدنيتين، مما أدى لسقوط 90 شخصا. لتستمر الهجمات مستهدفة هذه المرة مدرسة في مدينة بيسلان شمالا، مما أدى لسقوط 300 شخص معظمهم من الاطفال، وتبنت العملية حينها مجموعة شيشانية.
في عام 2006، انفجرت قنبلة في سوق تجاري بضواحي موسكو أدى لسقوط 10 أشخاص وإصابة العشرات. وكان لأنفاق القطارات حصتها من الهجمات، ففي عام 2009، نفذ متمردون شيشان عملية عبر تفجير خط قطار بين موسكو وسان بطرسبورغ، ادى لسقوط 25 شخصا وإصابة المئات. وفي عام 2010، وقع انفجار في محطة انفاق قطار موسكو أدى لسقوط 40 شخصا.
ودخلت المطارات ضمن نطاق المناطق المستهدفة، عبر تفجير انتحاري بمطار دوموديدوفو بموسكو سنة 2011، وأدى لسقوط حوالي 30 شخصا وإصابة المئات.
وعام 2013، استهدف انتحاريان محطة السكك الحديدية وحافلة في مدينة فولجوجراد، وأدى لسقوط 34 شخصا وإصابة العشرات. وفي عام 2017 استهدف قطار في مدينة سان بطرسبرغ، أدى لسقوط 16 شخصا.
وفي عام 2024، وقع هجوم على قاعة “كروكوس” للحفلات في ضاحية كراسنوغورسك شمال موسكو، مما أسفر عن سقوط 137 شخصا وإصابة العشرات. وتبنى الهجوم تنظيم ” داعش في ولاية خراسان “، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتهم أوكرانيا بالتورط في العملية، حيث ألقيّ القبض على أربعة من المشتبه بهم وهم يتوجهون نحو الحدود الاوكرانيا.
شكلت التنظيمات الانفصالية الشيشانية التحدي الاكبر أمام روسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بسبب العمليات التي كانت تنفذها والتي تعتبرها موسكو جزءاً من أمنها القومي، كون المتمردين كانوا يطالبون بالانفصال عن روسيا. أما بالنسبة للتنظيمات المتشددة، التي تشكل تحديًّا آخر أمام موسكو، والتي حذرت في وقت سابق من عودة نشاطاها، فهي تعتبرها تهديدا لأمنها الاستراتيجي، فتنظيم “داعش خراسان “، تبنى سابقا هجوما في إيران في كانون الثاني، ولدى أجهزة الامن الاوروبية تخوف من امتداده نحوها عبر عمليات مماثلة، إضافة إلى نشاط المجموعات المتطرفة في الحرب على سوريا.