تحولت الطائرات بدون طيار ( الدرونز ) لأحد اهم الأسلحة الأساسية في الحروب، إن كان عبر الجيوش النظامية مثل الحرب الروسية الاوكرانية، أو عبر المجموعات القتالية الشعبية مثل حركة حماس وحزب الله. وتعد أميركا أول دولة استخدمت هذا النوع من الطائرات، في حربها على الفيتنام بمنتصف القرن الماضي، عبر توجيهها بموجات الراديو.
ميزات متنوعة تحملها الطائرات، فلها القدرة على التسلل بعيدا عن إمكانية رصد إشارتها بالرادار وخاصة إن كانت بحجم صغير، حيث يصنفها الخبراء بأن الأجهزة قد لا تظهرها على الشاشة باعتبارها بحجم الطيور فيما هي مجهزة لرصد الآلات. كما يساهم تحليقها على علو منخفض، وصناعتها عبر مواد لا يمكن رصدها مثل ألياف الزجاج، من العوامل التي أبعدتها عن “عيون الرصد”. وتعتبر الطائرات في حال إسقاطها أقل خسارة على المستوى البشري، كما هو الحال في المروحيات والطائرات العسكرية.
وتمتاز الطائرات بالقدرة على تحديد الاهداف وإصابتها بشكل مباشر وإحداث ضرر في المكان المستهدف، وهو ما شهدناه في عمليات المقاومة في لبنان، عبر إدخالها طائرات ثبتّ عليها كاميرا، تُمكن المقاتل من توجيهها وهي في الجو، وإصابة الهدف. ولا تحتاج هذه الطائرات إلى مهبط أو مدرج، يكفي تخزينها في مستودع صغير تحت الأرض وإطلاقها من سطح منزل، مما يعطي القدرة على نقلها من مكان إلى آخر.
يُعتبر الاحتلال الإسرائيل من أوائل القوات التي استخدمت الطائرات بدون طيار، منذ ثمانينات القرن الماضي في حربها على لبنان، وتعدّ من أكبر المصدرين لها إلى العالم، فبحسب “وزارة الدفاع الاسرائيلية”، بلغ إجمال الصادرات لسنة 2022 حوالي 25 بالمئة من إجمالي صادرتها من السلاح. ومن أنواع طائراتها، “إيتان” و “هيرمِس 450″ و”هيرمِس 900”. وعلى الرغم من التطور العسكري والتكنولوجي، كانت المفاجأة بالنسبة لجيش الاحتلال، عبر إعلان حزب الله قبل أيام، إسقاطه مسيرة من نوع “هرمز 450″ بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان.
وتشكل تركيا في المنطقة من أهم المنتجين والمصدرين للطائرات المسيّرة، وتحديدا بالنوع الأشهر لديها ” بيرقدار “. وقد صدّرت أنقرة سنة 2022 إلى 27 دولة، بإجمالي عائدات بلغت 1.18 مليار دولار. أما من الجهة الايرانية، فقد عملت طهران على تطويرها وتصديرها، وهو ما دفع واشنطن إلى اتهامها بتعاونها مع روسيا في حربها على أوكرانيا، بتصديرها إلى موسكو طائرات دون طيّار.