وسام عبد الله
أخذ مشهد التصفيق لكلمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو داخل الكونغرس الأميركي، الحيز الأكبر من الاعلام، أكثر من الخطاب بحد ذاته، وكأن “المحتفلين” أرادوا تغطية جرائمه ومشاركتهم فيها. لكن المشهدية لم تكن فقط لصالح “إسرائيل”.
فقد شهد الكونغرس مقاطعة عدد كبير من النواب، حيث تم تعبئة المقاعد الفارغة بأشخاص عاديين.
فحضر 100 من أصل 212 نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب، و27 من أصل 51 ديمقراطيا في مجلس الشيوخ. وكتبت نانسي بيلوسي، من الحزب الديمقراطي، على منصة إكس “كان الخطاب الذي قدمه بنيامين نتنياهو في قاعة مجلس النواب اليوم (الأربعاء) هو أسوأ عرض لأي شخصية أجنبية رفيعة المستوى تمت دعوتها وتكريمها بشرف مخاطبة الكونغرس الأمريكي”. ورفعت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، لافتة مكتوب عليها “مجرم حرب” خلال كلمة نتنياهو داخل الكونغرس.
كما رصدت الكاميرا النّائب اليهودي الأمريكي جيري نادلر، منهمكا في مطالعة كتاب تحت عنوان “سنوات نتنياهو (The Netanyahu Years)”، حيث يصف مؤلف الكتاب نتنياهو بأنه “ملحمة الفرص الضائعة”.
وقال العضو المستقل في مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز إن نتنياهو “ليس مجرم حرب فقط بل هو كاذب أيضا”. وأضاف “الإسرائيليين لا يريدون نتنياهو في منصبه ولذلك جاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية”.
فيما اعتبرت النائبة الديمقراطية بمجلس النواب داليا راميريز، إن نتنياهو “مجرم حرب، ولن يقف عند أي حد لتحقيق أجندته الشخصية”.
وقد شهدت العاصمة واشنطن تحركات شعبية رافضة لزيارة رئيس الاحتلال. فأحرق متظاهرون العلم الأمريكي ودمية تمثل نتنياهو، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات منددة بالإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة.
وأمام الفندق الذي أقام فيه نتنياهو، احتشد المتظاهرون معبرين عن رفضهم لزيارته، كما نظم مئات المتظاهرين احتجاجات أمام مبنى “كانون” الذي يضم مكاتب أعضاء مجلس النواب، معارضين لاستقباله في بلدهم.
وكانت الصورة الأبرز، بالوقفة الاحتجاجية التي نفذها مئات المتظاهرين اليهود داخل أروقة الكونغرس، من قبل منظمة “صوت اليهود من أجل السلام”، حيث ارتدى المتظاهرون قمصانًا حمراء مكتوب عليها “ليس بإسمنا” في قاعة المبنى، رافعين لافتات كتب عليها “دعوا غزة تعيش” و”وقف إطلاق النار الآن”، وعملت الشرطة على طردهم وسحب اللافتات منهم.