وسام عبد الله
شهدت بوليفيا، محاولة “انقلاب فاشلة” قادها قائد الجيش السابق خوان خوسيه زونيغا ضد الرئيس لويس آرسي، بعد أن شوهد انتشار جنود ومركبات عسكرية حول المباني الحكومية في مدينة لاباز.
وذكرت وسائل إعلام، أن مركبات مدرعة اقتحمت أبواب القصر الرئاسي، ليدخل زونيغا بعد ذلك مدخل القصر، ويتحدث مباشرة مع الرئيس البوليفي الذي قال له “أنا قائدك، وآمرك بسحب جنودك، ولن أسمح بهذا العصيان”.
ليُصدر قائد الجيش الحالي خوسيه سانشيز، أمراً إلى جنوده بالعودة إلى وحداتهم، ويتم اعتقال قائد الجيش السابق. وكان صدر قبل يوم من محاولة الانقلاب، قرار بفصل زونيغا من منصبه.
ومع المشاهد الأولى لمحاولة الانقلاب، كان المتهم الأول بدعم التحرك والوقوف خلفه، الولايات المتحدة الأميركية، لكونها معارضة للحكم الحالي في بوليفيا، إضافة لتاريخها الطويل بدعم الإنقلابات في دول أميركا اللاتينية.
ويأتي اهتمام واشنطن، سواء بإدارتها الجمهورية أوالديمقراطية، بالسيطرة على “الحديقة الخلفية”، لأسباب عدة، منها سياسية لرغبتها بالحفاظ على أنظمة تابعة لها تعمل وفق أجندتها، وخاصة في مرحلة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي. ولأسباب اقتصادية
للسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، من القطاع الزراعي وصولا إلى التنقيب عن النفط والغاز.
ومن الإنقلابات التي سُجلت، ما أشار إليه جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بأنه شارك في التخطيط لانقلابات، ومنها دعم زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو عام 2019.
وفي عام 1954، أطاحت واشنطن برئيس غواتيمالا المنتخب خاكوبو آربنز، ونصّبت مكانه كارلوس كاستيو أرماس، لتدخل البلاد في حرب أهلية دامت لأكثر من ثلاثة عقود.
وسعت الاستخبارات الأميركية عام 1961، على تنفيذ انقلاب ضد الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، عبر عملية عسكرية عرفت باسم “غزو خليج الخنازير”، لتفتح باب التعاون بشكل أكبر بين كوبا والاتحاد السوفيتي، لنشر صواريخ نووية فيها.
ولرغبتها الدائمة بالسيطرة على قناة بانما، من أهم الممرات المائية في العالم، تدخلت أميركا في انقلابات عسكرية ودعمت فصل بانما عن كولومبيا عام 1903، وفي عام 1989 احتلت القوات الاميركية بنما وأطاحت بالرئيس مانويل نورييغا.
وفي عام 1964، موّلت واشنطن الانقلاب العسكري ضد الرئيس البرازيلي جواو جولارت، عبر دعم المعارض هومبرتو دي ألينكار كاستيلو برانكو، بمساعدة السفير الأميركي بالبرازيل، الذي طلب من حكومته سراً، إرسال أسلحة وشحنات من الغاز والنفط لدعم المعارضين.