وسام عبد الله
انحياز وسائل الاعلام الغربية للكيان الاسرائيلي ليست بجديدة لكن مواقع التواصل الاجتماعي سمح بوصول المحتوى الفلسطيني إلى مختلف المجتمعات، وفضح بشكل علني تجاهل المؤسسات الاعلامية للسردية الفلسطينية وتشويهها، وخاصة حين تتم المقارنة مع الحرب الروسية الاوكرانية وكيفية تعاطي الاعلام معها واهتمامه بها.
اعتمد الإعلام الغربي الترويج لعبارات محددة بوصفه ما حدث في تشرين الاول 2023، فعملية طوفان الاقصى عمل “إرهابي”، وهي معركة محصورة بين حماس والاحتلال الاسرائيلي وليس مع الشعب الفلسطيني، واعتبرت ما قامت به حركة حماس بغير المبرر في استهدافها “المدنيين” ومقارنته بهجمات 11 أيلول 2001 على أميركا، وتجزئتها المعركة بين الدول بين محورين، الاول يضم روسيا وايران وحركة حماس والثاني أوكرانيا و”اسرائيل” وأوروبا وأميركا. وحرص الإعلام الغربي على إطلاق صفة “الغزو الروسي ” فيما لا يذكر عبارات مثل المقابر الجماعية وحرب الإبادة الاسرائيلية. وانتشرت خلال الأيام الاولى لعملية طوفان الاقصى حملة تشويه للمقاومة عبر اتهامها بارتكاب عملية قتل بحق الاطفال والنساء أثبت أنها دعاية إسرائيلية كاذبة.
مع العملية العسكرية التي أعنلتها روسيا ضد أوكرانيا، بدأت الحكومات الغربية ووسائلها الإعلامية بتقديم الدعم لكييف، وتصوير ما يحدث بأنه مجازر واحتلال مرتكبة من قبل القوات الروسية ضد المدنيين الاوكرانيين. فيما تغيب عمليات القتل وتدمير البنية التحتية وتهجير شعب بأكمله في فلسطين، عن العناوين الإخبارية الغربية.
في الجانب الفلسطيني، يعتبر الصحفي البريطاني جوناثان كوك، في مقال له بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن هناك تجاهلاً من قبل الإعلام فيما يتعلق بالمقابر الجماعية التي تكتشف في قطاع غزة، والتي لا يأتي ذكرها إطلاقاً، في مقابل الحملة الإعلامية ضد روسيا حين تم اكتشاف ما زعم بأنها مقبرة جماعية تحتوي مئة جثة في العاصمة الأوكرانية كييف.
تكون ذروة التغطية الاخبارية للأحداث في بدايتها، وتتراجع مع طول المدة والاهتمام بالموضوع، فضمن دراسة على الاعلام الفرنسي، أجرتها مجلة ميديا الفرنسية، أظهرت تراجع الاهتمام بخبر الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2023 نسبة إلى الاهتمام ببداية الحرب، وأصبح الاهتمام في تشرين الأول منصباً على قطاع غزة، لكن مع بداية تشرين الثاني سجل تراجع نسبته 41 بالمئة في تغطية الحدث الفلسطيني. بنسبة انخفاض أكبر واسرع من تغطية الحدث الاوكراني.
انحياز الاعلام الغربي كان واضحاً في الاهتمام بعدد الضحايا، حيث تميل الكاميرا نحو القتلى الاوكرانيين والاستمثار بهم لمواجهة روسيا، فيما تغيب عن محاسبة “اسرائيل”، فقد أوضحت أرقام الامم المتحدة أن عدد ضحايا الاوكرانيين خلال 17 شهرا يعادل عدد الشهداء ضمن شهر واحد في غزة.