وسام عبد الله
لا يعوّض قماش الخيمة، حتى لو وضع عليها شعار أكبر منظمة دولية، جدران بيت يحتضن كل تفاصيل الحياة اليومية، وأساسياتها في الكرامة والعيش اللائق والعلاقات الأسرية.
فالنازح الفلسطيني، منذ عام 1948 حتى اليوم، عرف معنى المنزل وأهميته، فهو لا يعني مجرد مكان للسكن، إنما هو الضمان والإستقرار بأن غدا سيكون في ذات المكان، لن يأتي أحد يطرده منه أو يقصفه بصاورخ.
داخل الخيمة، تخسر العائلات الخصوصية، فالنساء ليس لها غرفة تستطيع تبديل ثيابها دون خوف أن تفتح الخيمة أبوابها، ويفقد الزوجين فرصة مناقشة مشاكلهم بعيدا عن أطفالهم.
في خيام غزة، الأوضاع الصحية تتفاقم أزمتها، كون الحمامات غير مجهزة للنظافة، وتتطلب أن تكون مشتركة بين مئات الأشخاص، دون اهتمام بها، لترتفع فرصة انتشار الامراض بين النازحين. فضلا عن الخصوصية التي يتطلبها قضاء الحاجة في الحمامات، والاستحمام والغسيل. وبالنسبة للدواء، فمعظم الأدوية يتطلب وجودها بحرارة معتدلة، فما مصيرها في خيمة، في الصيف مرتفعة الحرارة وفي الشتاء شديدة البرودة؟.
الماء العذب مفقود، فهو شحيح مع تدمير البنية التحتية والكثافة السكانية العالية للنازحين في الخيام، فيضطر اللاجئ الى التقليل من استخدامها أو الذهاب نحو مياه البحر المالحة، لمحاولة سد عطشه على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب.
تستمر المعاناة في الجلوس والمنامة، فلا سرير هنا ولا مقاعد، الحجارة والتراب والصخور القاسية تلامس أجساد النازحين، لتسبب لهم آلاماً في الظهر والمفاصل. وإن توافر الفراش، يكون مشتركا بين الافراد.
تواجه النساء تحديات قاسية في الخيام، فهي تفقد حقها في الخصوصية في فترة الدورة الشهرية، التي تفتقد أيضا للحاجات الضرورية لها. كما أن الاستحمام يكون بوجود مرافق لها يقف في الخارج منعاً لدخول أحد.
مشاهدة الافلام والبرامج، لم تعد متوفرة، فكل ما يمكن مشاهدته عبر الهواتف، إن توافرت شبكة الانترنت. وإن كان نور الشمس يساعد النازحين على الرؤية نهارا، ففي المساء تكون الرؤية شبه معدومة، مع عدم توافر الكهرباء والاضاءة، فيكون الحل عبر إشعال الحطب أو المصابيح.
وبعدم توافر وسائل الأمان، تصبح حياة الانسان مهددة، فقد تشتعل خيمة نتيجة تمديد سلك كهربائي بطريقة غير سليمة، أو إشعال النار بقرب من خيمة مصنوعة من النايلون، وقد تغمر الأمطار الخيام لتصبح غير صالحة للعيش.