وسام عبد االه
شكل العدوان الإسرائيلي الذي نفذ من خلال تفجيرات أجهزة “البيجر” لحظة صادمة، في طريقة التنفيذ والتخطيط، وما تلاها من عدوان على المدنيين اللبنانيين بالقصف الشعوائي لمكان سكنهم، لترسخ “إسرائيل”، أنها كيان إرهابي بكل مؤسساتها.
ليس جديدا على الاحتلال ارتكاب المجازر التي لا تحترم القوانين الدولية المتعلقة بالحروب، بقصفه للمستشفيات ومراكز الايواء والمدارس في غزة، وما نفذه في القطاع، ينقله إلى الضفة الغربية ولبنان، دون أي رادع دولي سوى التمنيات والتصريحات السياسية.
“إرهاب الدولة”، حيث استهدفت المدنيين، بمجرد أنهم ينتمون إلى طائفة معينة وحزب محدد، ويحملون أجهزة لاسلكية استطاعوا اختراقها، مباشرة أو إلكترونيا، والتسبب بانفجارات دون مراعاة لشدتها وتأثيرها على المحيط. فحين نفذ الاحتلال مجرزة المستشفى المعمداني في غزة، صنفت بأنها من أبشع الجرائم التي قد يصل إليها العقل البشري، لكن الاسرائيلي تجاوز نفسه بوحشيته، فنفذ تفجير الاجهزة في قلب البيوت والسيارات والطرقات الآمنة.
تتجه الحرب الإسرائيلية على لبنان، بحسب السيناريوهات المتوقعة، بدفع سكان الجنوب نحو الشمال على مدى أسبوعين، وثم تحويل المناطق الجنوبية إلى ما يشبه الحصار العسكري عبر القصف المستمر والتدمير الممنهج للارض، لمحاصرة المقاومة في جغرافية محددة. ضمن هذا المسار، الاسرائيلي يمارس إرهاب بحق المدنيين، بقتلهم وتشريدهم والضغط النفسي عليهم.
التناقض الغربي، في التعامل مع غزة انسحب أيضا على لبنان، فهي الدول التي اعتبرت ما تقوم بها روسيا من عملية عسكرية في أوكرانيا بمثابة خرق للقوانين وممارسات ارهابية، بينما في منطقتنا، تهرب من التوصيف الدقيق، وتساوي بين القاتل والضحية، فهي تعطي ضوء أخضر للاسرائيلي لاستكمال إرهابه ضد الشعوب.
وقال الكاتب الإسرائيلي بي مايكل في صحيفة “هآرتس”، إن حكومة نتنياهو نقلت إرهاب الدولة من قطاع غزة والضفة الغربية إلى لبنان.
وتساءل “ما الفرق بين تفجير 5 آلاف قنبلة في 5 آلاف منزل بلبنان، ، وبين زرع قنبلة في حافلة أو إسقاط قنابل عنقودية على الأحياء التي يعيش فيها (المجرمون) أيضا”.
وتابع “ألم تتعلم إسرائيل بعد ما يكفي لفهم أن هذا العرض المميت للألعاب النارية، وكل حفلات الابتهاج بالاغتيالات وبتصفية الفلسطينيين، لا تساعد على الإطلاق ولا تغير شيئا؟”.