وسام عبد الله
سنة دراسية كاملة خسرها طلاب غزة، نتيجة الحملة العسكرية الممنهجة لتدمير قطاع التعليم والتربية، بقتل الطلاب والاساتذة وتدمير المباني والمؤسسات التدريسية والاكاديمية، لتشكل كارثة إنسانية بخسارة الاحلام ببناء مستقبل واعد، لأجيال كاملة.
بلغ عدد المحرومين من التعليم 630 ألف طالب مدرسي، و78 ألف طالب في الجامعات، وخسر 39 ألف طالب من أداء امتحان الثانوية العامة، و58 ألف طالب حرموا من الالتحاق بالصف الاول الابتدائي، و70 في المئة من مدارس “الاونروا” تعرضت للقصف والتي يبلغ عددها 200 مدرسة.
واستشهد أكثر من 10 آلاف طالب وجرح اكثر من 15 ألف، واستشهد 500 من أعضاء الهيئات التدريسية، وسجل نحو 3 آلاف طال أصبحوا من ذوي الاعاقة.
على صعيد المؤسسات التعليمية، يقدر حوالي 93 في المئة من المباني المدرسية قد تعرضت لبعض الأضرار، وأن 84 في المئة دمرت بشكل كامل. كما دمرت 13 مكتبة عامة، وهدم جيش الاحتلال كافة الجامعات وكان آخرها جامعة الإسراء في كانون الثاني الماضي.
وخلال السنة الماضية، أعلنت منظمة اليونيسف عن إقامة 12 مساحة تعليمية لأكثر من 17 ألف طفل في المنطقة الوسطى لقطاع غزة، معظمها داخل الخيام.
يسعى ما تبقى مع مدرسين لتعليم الطلاب بعض الاساسيات، مثل الرياضيات واللغة، حتى يحافظوا على بعض ما تعلموه، وقد شهد القطاعات حالات تدل على رغبة سكان القطاع بالعلم. فعدد الشهداء من حملت الشهادات الجامعية بمختلف الاختصاصات، ومن قدم امتحانات داخل الخيام. مع الإشارة أن فلسطين، تعد من أكثر الدول انخفاضا في مستوى الامية، فتراجع المعدل بين الفلسطينيين بعمر 15 سنة فأكثر من 13.9 في المئة عام 1997 إلى 2.2 في المئة في عام 2022، بحسب الاحصاء المركزي الفلسطيني، وتشير الارقام أن نسبة الامية في قطاع غزة تبلغ 1.8 في المئة، ومعظمهم من كبار السن، ما يعادل نحو ٢٢ ألف شخص من أصل أكثر من مليوني نسمة، يعيشون تحت الحصار والحروب المستمرة.
ومع نهاية العام 2023 وصل عدد السكان في قطاع غزة 2.3 مليون، منهم 1.06 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يشكلون ما نسبة 47% من سكان القطاع، بحسب بيانات المركز.
لكن المشكلة لا تكمن فقط بتدمير المدارس والنزوح، فمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوضحت أن “أوامر الإخلاء المتكررة تعمق الأزمة الإنسانية لمئات الآلاف من الناس..والأوامر تغطي ما يصل إلى 86 في المئة من مساحة قطاع غزة”.
وحذر المكتب إلى أن “هذه التوجيهات إلى جانب الأعمال العدائية النشطة والهجمات على قوافل المساعدات وتدمير الطرق الرئيسية ووجود ذخائر غير منفجرة وانعدام النظام العام والسلامة، تعوق عمليات الإغاثة في غزة”.